بقلم الصحافية/ فاطمةالزهراء اروهالن
ماذا يقع في بلجيكا وقد أصبح الدجل مهنة لمن لا مهنة له ، حيث أخذت الرقية الشرعية أبعاد مخيفة وخطيرة، والغريب أنه لا يتردد ممارسوها في الجمع أثناء نشاطهم بين العنف الجسدي والجنسي، مشكلين خطرا كبيرا على صحة من يلجؤون إليهم .
ففي ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ما فتئت أن تبعث بإفرازاتها وساهمت بشكل كبير في انتشار الدجل وظاهرة الشعودة عبر التطبيق tik tok. وغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي ،التي عرفت انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة، حيث لاقت وللأسف الشديد توافدا محتشدا من قبل جميع الشرائح الاجتماعية ، بما في ذلك النخبة المثقفة ، وبهذا أفرغت الممارسة الحقة للرقية الشرعية من محتواها وأهدافها الرامية إلى شفاء الناس ، ليقتحم الجاهلون المشعودون إطار العمل الإنساني من خلال التلاعب بمصير المريض لنهبه وانتهاك حقوقه تحت راية التداوي والاستشفاء .
وقد لوحظ ،كما لاحظ الاغلبية الساحقة من زوار اليوتيوب والتيك توك، فيديوهات ولايفات التي تتير الدهشة والسخرية، لرجل مسن يصف نفسه بكونه سفير الرقية الروحانية ، وانه قادر على علاج المس وابطال السحر والعين ، حيث يردد كلام غير مفهوم ليس بقرآن، ويحظى بمتابعة كثيفة، والتبرك به على مرأى العامة ، كما أنه يعالج عبر التيك توك فقط لا يأتي عندك ولا تذهب إليه فقط عبر التطبيق، والمثير للجدل وللاستغراب أن هؤلاء المرضى الذين لاشغل لهم سوى النصب على خلق الله بإسم الدين ، أغلبهم يحصلون على مساعدات من الدولة ( CPAS/CHOMAGE) حيث تصدر عنهم مواقف وتصريحات تملأ مواقع التواصل الاجتماعي حول قدراتهم على علاج الكثير من الأمراض النفسية وحتى العضوية ، لما يجدون من غباء العقول التي تصدقهم وتهرع إليهم طلبا في الشفاء وغيره من الأعمال الشيطانية التي حرمها الخالق سبحانه وتعالى ، والأدهى من ذلك أن هؤلاء العصبة من الدجالين يتجرؤون على القول بأن مهنتهم تبدأ عندما يعجز الطب عن إيجاد علاج للمريض، مما يجعلنا نقف وقفة تأمل في محتوى هاته الخطابات الخطيرة وتحليل خلفياتها، التي يذهب ضحيتها العديد من الناس .
وتبقى ضرورة تكييف أفراد المجتمع ، مع الظروف الحياتية التي أفرزتها التحولات الناتجةعن الطابع الانتقالي الذي فرضه التعبير الاجتماعي الحاصل في مجتمعنا البلجيكي بشكل خاص.
فإلى متى ستظل هاته الظاهرة الخبيثة والفاسدة التي تسيئ للرقاة الحقيقيين، الحاملين لكتاب الله وسنة رسوله، ويأتي بعض الرعاع الفشلة ويلطخون الامور الدينية بالكذب والبهتان والدجل والشعودة والنصب والنهب والاحتيال، في غفلة من الناس ، نسوا قول الرسول الأكرم(ص) من أتى عرافا فقد كفر بما أنزل على محمد ، فأفيقوا يا أمة الإسلام واتقوا ربكم وحاربوا هؤلاء الجهلة الفاسدة عقولهم ، الذين يخونون الدين واحكامه من أجل المال .
بسم الله الرحمان الرحيم
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
صدق جل وعلى .