
مغرب العالم/ يوسف دانون
مرة أخرى، يطل علينا عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، بتصريحات صادمة، يصف فيها أبناء هذا الوطن بألفاظ لا تليق، ويُسقط ما تبقى من ورقة التوت عن رجلٍ يفترض فيه أن يكون قدوة في الخطاب والتصرف. أن يصل بك الأمر، يا بن كيران، إلى وصف المغاربة بـ”الحمير” و”الميكروبات”، فهو سقوط أخلاقي مدوٍّ، لا يمكن تبريره لا بحرية التعبير ولا بغضب اللحظة.
لسنا أمام زلة لسان، بل أمام عقلية متعالية، تتغذى على احتقار المواطن كلما خالفك الرأي، أو أدار لك ظهره في صناديق الاقتراع. المواطن الذي أوصلك إلى سدة الحكم ذات يوم، لا يستحق هذا الازدراء. من أنت لتُهين شعبًا بأكمله؟! شعبك الذي كابد الصبر واحتمل الوعود الفارغة، لا يستحق منك إلا الاعتذار، لا الشتيمة.
إننا كمغاربة، نرفض أن تمر هذه الإهانات مرور الكرام. فكرامة المواطن ليست لعبة في فم سياسي عجز عن استيعاب مرحلة ما بعد خروجه من السلطة. لا أحد فوق النقد، لكن هناك حدود لا يجب أن تُمس، وعلى رأسها كرامة الإنسان المغربي.
من هذا المنبر، نرفع صوتنا عاليًا، مطالبين جلالة الملك محمد السادس، ضامن احترام المؤسسات وحقوق المواطنين، أن يتدخل لوقف هذا الانحدار في الخطاب السياسي، وأن يُرد الاعتبار للشعب المغربي الذي طاله الأذى اللفظي من رجل كان يفترض فيه أن يتحلى بالحكمة والرصانة.
لقد تجاوزت الحدود يا بن كيران… وصبر المغاربة ليس بلا نهاية.—