بقلم : ذ. حسام الكلاعي-العرائش
قبل فجر عام 1911. مياه ميناء العرائش الهادئة، عند مصب نهر اللوكوس على سواحل المحيط الأطلسي، تحمل قوارب الصيادين، تعكس سماء زرقاء في رقصة خفيفة بين البحر والسماء.
أرصفة قديمة، تآكلت من تعب الملاحين، تقف بفخر شاهدة صامتة على التبادلات البحرية التي شكلت هذه المدينة الساحلية. أشرعة السفن، تحمل بصمات تاريخ البحار البعيدة.
في الأفق، تظهر مدينة العرائش تحت السماء. الأسوار القديمة، التي كانت الحصن الحامي للمدينة ، تحيط بالمنازل بأسلوب المعمار المغربي. تتناغم الدرجات العاجية والبيضاء للمباني بشكل منسجم مع السماء الزرقاء اللانهائية للمحيط الأطلسي.
الزقاق الضيقة في المدينة القديمة تتشعب كمتاهات في النسيج الحضري، تكشف عن أسرار في كل زاوية. المآذن تقف بفخر، تميز الوقت الذي يمضي وفقًا لإيقاع الصلوات.
إنها صورة من عصر ذهبي، حيث كان الميناء قلبًا ينبض بالحياة والاقتصاد. الهدوء الظاهر لهذا المشهد التاريخي يخفي صخب التاريخ، يخلق لوحة حيث يتداخل الماضي والحاضر في تناغم لا يعرف الزمن.