بقلم : ذ. سعيد زروالي
ان للاثر سر القيم التي تنسجها الافراد؛ و التغني بالفردانية يذوِّب ملامح الاثر الجماعي؛ و البطولات تُبنى على عاتق النزوات و القناعات الاستشرافية للذات ؛ بعيدة عن المنطق الجماعي الذي يتقفى اثر المصلحة العامة ؛والاكتفاء بالاستهلاك المفرط يُغيب دائرة الانتاج و الابداع ويجعل من المازوخية منتهى الاهداف الفردانية التي لاعلاقة لها بالوصال الاجتماعي و الجماعي؛ و من الميولات النرجسية ابهى مراتب العيش ؛و من الحديث عن الانفتاح اقدس صورة للانغلاق .
ان مرام الصورة الايجابية للجماعة ؛يجب ان تتمظهر فيها دون الاخذ بعين الاعتبار القناعات الشخصية ؛نظرا لقداسة المصلحة العامة ؛و انه لحري ان نذكر البعض من الكل ؛لانهم يجهدون انفسهم فرادى تحت سيطرة المساهمات و الاسهامات المستمرة ؛ يتلمسون انوار التعبير عن الحقائق التي تقلص من وتيرة المد العالمي نحو نمطية عدم الانتاجية ؛ وتكريس المعالم الارهابية انموذجا يُقصي كل الكفاآت المنتمية لمحيط المركز في المركز؛ مما يزيدها انسياقا لعدمية الامان التي بدورها تنمطت في الذهاب الى العمل و الرجوع من العمل ؛ و الخوف من ضياع العمل ؛ و تكديس الاموال في الابناك …..الى اخره .
و هذه النمطية غيبت الانتماء الاعتقادي ؛ حيث مزقت كل الروابط بين الارض و السماء ؛و اصبحت شعارات لا تتعدى الحناجر ؛ و سجادات مطوية في رفوف المنازل ؛اصبحت سلطة المال تتحكم في المعتقد ؛و عمق العبادة اصبحت تشكله منظومة ( التكاثر)؛ ودُورُ العبادة تحولت الى مشاريع مربحة ؛ غاب اليقين و بنيت اظرحة الآلهة في النفوس و استحوذت مملكة الاستعباد المعاصر على مَلَكَة الفرقان .
لكي تكون اي جماعة في مستوي التفعيل الايجابي ؛لابد من العزف على اوتار الصورة المعكوسة للذات ؛وتحاول ان تفتح ملفا جديدا و نفسها ؛و تضع في المقابل ا لمرجعية السمحة ؛ثم تستحضر ذكرى الذات العهدية و تحاول اسكناه الانجازات التي حققتها ؛ و تشعر بالارض التي تقف عليها ثم تبحث في الخطاطة المستقبلية ؛ انذاك ستستحيي الذات من نفسها لان الدائرة التي تشتغل فيها هي الاهتمامات التي تعانق نرجس على حساب الآخر اي (وجودي هو اقصاء للاخر) وهذا الذي طغى في جمعياتنا و تجمعاتنا و هلم جرا…….