أشر مجلس المنافسة على صفقات جديدة في قطاع الصناعات الغذائية، بعدما منح ترخيصه لإتمام صفقات استحواذ خاصة بمستثمرين مغاربة وأجانب، إذ سمح لمجموعة “إنفيكتيس إنفستسمنت كومباني” الإماراتية، الرائدة في تجارة المواد الأولية الخاصة بصناعة الأعلاف والتغذية البشرية واللحوم، وشركة “زلاغ هولدينغ” المغربية، المتخصصة في تربية الدواجن، بالسيطرة على رأسمال شركة “غراديركو” المغربية أيضا، المتخصصة في تجارة المواد الأولية الخاصة بالصناعات الغذائية، عبر ثلاثة فروع تابعة لها.
وتوصل دركي المنافسة بإشعار من أطراف الصفقة، ليجري تحليلا تنافسيا حول العملية المالية، أظهر ارتباط عملية التركيز الاقتصادي بإستراتيجية المجموعة الإماراتية، المتمثلة في تطوير وجودها الدولي، وكشف أيضا عن استفادة مرتقبة للشركة المستهدفة من خبرة الجهة المقتنية؛ فيما أشار إلى غياب أي تأثير للصفقة على سوق استيراد الحبوب الوطني، باعتبارها سوقا مفتوحة وغير مقيدة بمجال جغرافي محدد، على اعتبار أن المستثمر الأجنبي ينشط على مستوى سوق لتسويق الحبوب بالجملة.
وتحظى ملفات عمليات التركيز في الصناعات الغذائية بأولوية لدى مجلس المنافسة، الذي أشر قبل أسابيع قليلة على صفقة اقتناء مجموعة “ديسلوغ”، الرائدة في إنتاج وتوزيع المواد الاستهلاكية المختلفة، نسبة 49 في المائة من أسهم رأس مال شركة “كيلتير دو فرانس” الفرنسية، الرائدة في حفظ وتحويل وتحضير منتجات الخضر والفواكه، خصوصا صلصات الطماطم، المنتج الأكثر استهلاكا من قبل المغاربة خلال رمضان.
وهمت الصفقة الثانية استحواذ “ناما هولدينغ”، فرع “صندوق الإيداع والتدبير للاستثمار”، التي تنشط في الاستثمار في قطاعات السيارات والنسيج والطيران والصناعات الغذائية، على 30 في المائة من رأسمال شركة “بالتيمار”، المملوكة لعائلة التازي، والمتخصصة في تكرير وتسويق زيوت المائدة ومنتجات “الفطور”، حيث أشر مجلس المنافسة بالموافقة على إتمام العملية المالية، وذلك بعد توصله بتبليغ من أطرافها، وإجرائه تحليلا تنافسيا للسوق، استنادا إلى الوثائق المصرح بها من قبل الجهتين المقتنية والمستهدفة.
وخلصت سلطة التحقيق لدى مجلس المنافسة إلى أن السوقين المرجعيتين في العملية الجديدة هما سوق تكرير وتسويق زيوت المائدة وسوق منتجات “الفطور”، وتم التثبت من أنهما مفتوحتان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التحديد الجغرافي للعملية، باعتبار البعد الوطني للأنشطة، وبالتالي جرى التأكد من غياب أي تأثير سلبي للصفقة على المنافسة. أما بخصوص التركيز الاقتصادي فبدد عدم نشاط الجهة المقتنية بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تكرير وتسويق زيوت المائدة ومنتجات “الفطور” أي شكوك في هذا الشأن.
وفي ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية تزايدت المطالب بتدخل مجلس المنافسة من أجل ضبط الأسعار، قبل أن تخرج المؤسسة عن صمتها، وتؤكد على لسان رئيسها، أحمد رحو، أنها غير معنية باتخاذ أي مواقف بشأن ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، على اعتبار أن دور المجلس القانوني مؤطر في التدخل عند استغلال تعسفي لوضع مهيمن أو اتفاق؛ كما يتمركز كحكم رهن إشارة من يحترم القانون وضد الممارسات المنافية للمنافسة.