
مغرب العالم / بروكسل
الصحافي : يوسف دانون
عندما نكتب عن محمد الراضي الليلي، لا نكتب عن صحفي عابر أو صاحب رأي مخالف، بل عن نموذج صارخ للخيانة المسترسلة، لمن باع مبادئه ووطنه، وراح يتسكع على أعتاب مخابرات معادية، يتلقى منها الفتات مقابل طعن بلاده في الظهر.
هذا الرجل الذي ما فتئ يلوك الأضاليل ضد المغرب، يوزع التهم يمنة ويسرة، ويوظف موهبته الكلامية في خدمة أجندة الجزائر، صار عنوانًا للارتزاق الإعلامي. باع كل شيء: شرفه المهني، انتماءه الوطني، وذاكرته الجماعية، مقابل حفنة دنانير ملوثة بدم المغاربة الذين يسعى إلى تسميم عقولهم.
ولأنه جبان لا يجرؤ على المواجهة المباشرة، شن حملاته المريضة على المغاربة الشرفاء، مستهدفًا خصومه الأشد صلابة. وعلى رأسهم السيدة شيماء، التي تحولت إلى شوكة في حنجرته، تعريه وترد على أكاذيبه، فتفقده صوابه، وتجبره على الهذيان البائس الذي يفضحه أكثر مما يضر بها. شيماء هذه التي لا تملك إلا كلماتها ومواقفها، فعلت به ما لم يفعله جيش كامل من المراوغين: أسقطت قناعه.
ومع كل هذا النباح ضد المغاربة، يطل علينا منافقًا بوجهين في علاقاته. انظر إلى المدعوة -ر.ق – مثلًا، التي يمدحها ويطريها أمام الملأ، وكأننا لا نرى المساومات الرخيصة خلف الستار. أي تقيؤ أخلاقي هذا؟ أي سقوط قيمي يجعل الإنسان يلعن وطنه ويبارك خصومه ويقبّل أقدام أصدقائه المزيفين؟
الليلي يظن نفسه خصمًا لدودًا للمغرب، والحقيقة أنه صار أضحوكة. ما عاد المغاربة يرونه إلا درسًا صارخًا في الخيانة: أن تكون يومًا ابن البلد، ثم تنقلب إلى بوق للخصوم، ثم تتسول الاعتراف والشهرة في بلاط المخابرات الجزائرية، فلا تنال سوى ازدراء الجميع.
وأما عن «مزبلة التاريخ» فهي واسعة الأبواب لمثله. لقد أودع نفسه هناك طوعًا، حين اختار أن يبيع وطنه، وحين خسر آخر ذرة احترام. فلا عزاء للخائن، ولا مكان له إلا بين أوراق التاريخ النتنة، حيث يكتب اسمه كعبرة لمن يعتبر.