يحتضن معهد البريد والاتصالات بالرباط، مؤتمرا حول “حوكمة الأنترنيت في عصر الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل”. يُعقد هذا اللقاء العلمي والتكنولوجي، بمبادرة من الدكتور عبد العزيز هلالي، رئيس جمعية الأنترنت في المغرب، ونائب مدير المعهد الوطني للبريد والاتصالات، وسيستمر لمدة ثلاثة أيام، من 17 إلى 19 فبراير 2025.

يأتي هذا المؤتمر في وقت دقيق تمر منه بلادنا بعد اعتماد استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، لتسريع وثيرة التحول الرقمي، وتدارك تأخرنا في هذا المجال. فالمغرب يسجل تأخرا كبيرا في تحوله الرقمي، ليس مع البلدان المتقدمة، وإنما قياسا لما حققته بعض الدول الافريقية كرواندا على سبيل المثال. هذا البلد الإفريقي، يضع رهن إشارة المستثمرين، تطبيقا ذكيا يمكنهم من إنشاء شركاتهم في أقل من ساعتين. تمكنت رواندا من هذا الإنجاز الكبير، باستعمال الحكامة الرقمية التي تعتمد على مفهوم الشباك الوحيد.
تهدف استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” إلى رقمنة الخدمات العامة، وتنمية الاقتصاد الرقمي، ودعم الشركات الناشئة، وتعزيز الخدمات في البلاد. تشمل الاستراتيجية كذلك، تحسين مؤشرات الخدمات، وتطوير التصدير الرقمي والأنترنيت، وتعزيز السيادة الرقمية، واللحاق بركب الذكاء الاصطناعي.
إذا كانت هذه هي أهم الأهداف التي تشتغل عليها استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، فإن برنامج المؤتمر الذي سيحتضنه معهد البريد والاتصالات، يتطرق إلى جوانب عديدة، يمكن أن تكون قيمة مضافة للدفع بالمغرب الرقمي. كما أن المؤتمر بإمكانه وضع الأصبع على العوائق التي تفرمل التحول الرقمي في بلادنا، وبالتالي تأخير ولوج عالم الذكاء الاصطناعي، كفاعل وليس كمستهلك. فالمؤتمر سيحضره متخصصون في الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وباحثون وأكاديميون، وكذلك مدراء شركات تشتغل وتمارس في حقل الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
تتمحور عروض المؤتمر حول قضايا من قبيل: الذكاء الاصطناعي ومحاربة التضليل المعلوماتي – الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل – حوكمة المعطيات وحماية الحياة الخاصة في عصر الذكاء الاصطناعي – الشفافية والأخلاق المهنية في استعمال الذكاء الاصطناعي – آفاق المغرب بخصوص الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل – التحول الرقمي وإدماج وسائل التواصل – من أجل فهم حوكمة الأنترنيت وتحدياتها – فهم الذكاء الاصطناعي: تطبيقاته مفاهيمه وتأثيراته – الأمن السيبراني وتحديات الرقمنة: فهم التحديات والحلول المقترحة.
هذه المحاور تعكس القضايا الكبرى التي تعترض مسار التحول الرقمي في بلادنا. كما أنها تحاول طرح بعض الحلول التي من شأنها أن تعطي دفعة جديدة، وطاقة إضافية لتسريع وثيرة التحول الرقمي في بلادنا، وتحرير الطاقات، كما جاء في شعار تقرير النموذج التنموي الجديد. تحرير الطاقات من شأنه تمكين بلادنا من ولوج عالم الذكاء الاصطناعي من بابه الواسع. والهدف هو تعويض تأخرنا في الرقمنة، واستدراك الزمن الضائع في مشروع التحول الرقمي، وكذلك تقليص الهوة مع البلدان التي فاقتنا في هذا المجال. فالمستقبل هو للرقمنة والذكاء الاصطناعي، وأي تأخر بهذا الخصوص، ستكون له كلفته غالية على نموذجنا التنموي.
مساهمة خبراء ومشتغلين في عالم الذكاء الاصطناعي في هذا المؤتمر، من شأنه أن يُنتج خلاصات علمية وميدانية، ستستفيد منها استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”. كما أن محاور المداخلات من شأنها أن تخلق نقاشا مجتمعيا ورسميا، المغرب في حاجة ماسة إليه، لجعل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي قاطرة لبناء مغرب الغد، ورافعة لتحقيق التنمية المنشودة التي ستجعل المغرب ينتقل من اقتصاد ناشئ، إلى بلد نام بإمكانه اللحاق بالعالم المتقدم.