تحدث مدرب منتخب تنزانيا في لقاء صحفي قائلًا: “لقد بقينا 8 ساعات ننتظر في الحدود، لم يكن هناك أي مسؤول في استقبالنا، كل الأمور المتفق عليها مع الاتحادية التنزانية لم تلبَ، حاولنا التحدث مع النائب العام ونائبه؛ لكن لم نجد أي رد على اتصالاتنا”.
وأضاف المدرب الجزائري متأسفًا: “في بلد بحجم بلدنا عيب أن نستقبل بهذه الطريقة، لا ماء ولا أكل ولا أي شي.
انتقادات مهزلة الجزائر على مواقعها الاخبا ية التي أكدتها على سبيل مثال الجزائر الآن، كتبت: _يبدو أنّ مهازل القائمين على كرة القدم في الجزائر لم ولن تنتهي، وذلك ليس لتقصير منهم، ولكن لقصر قدراتهم، وعدم كفاءتهم لتولي منصب من تلك المناصب التي يسيطرون عليها منذ سنوات.
لم يخطئ الإعلامي حفيظ دراجي عندما يؤكد في كل مرة أنّ الاتحاد الجزائري لكرة القدم تتحكم فيه “عصابة”، أحكمت قبضتها عليه وعلى الرابطات والحكام وبعض الأندية والمنتخبات الوطنية والمديرية الفنية ومركز سيدي موسى، فجعلت “الفاف” أشبه بكرة يتقاذفها الصبيان، دون مراعاة لصورة الجزائر الرياضية التي أصبحت مهزوزة أمام أنظار العالم، وهي التي كانت مع بداية هذه السنة، جميلة كجمال تلك الصور التي شاهدها العالم، خلال بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين، ومنافسة كأس إفريقيا للشبان، دون العودة للانبهار الذي خلّفه تنظيم الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط.
لقد جعلت تلك الصور كل الجماهير الجزائرية تحلم بثورة رياضية لا تقل عن الثورة الديبلوماسية وحتى الاقتصادية اللتين تعرفهما الجزائر في السنوات الأخيرة، ولكن مع مرور الأيام والأسابيع اتضح أنّ أحلامهم تلك ما هي إلا “أضغاث أحلام”، فالتبس عليهم الأمر، وهم يشاهدون ملاعب تبنى وأخرى تجدد، واهتمام سياسي وإعلامي بكل تلك الانجازات، ولكنّهم في نفس الوقت يتابعون واقعا رياضيا مترديا، فأعلى هيئة كروية في البلاد بلا رأس، وأصبحت هذه الهيئة “مال بلا راعي”، وبدأت تظهر المهازل للعلن، وتدرك الجماهير الرياضية أنّ من نصبّوا أنفسهم كفاعلين في كرة القدم الجزائرية، لا يصلحون حتى أن يكونوا “ملتقطي كرات” على تماس الميدان. (مع كامل التقدير لجامعي الكرات من الأطفال).
آخر فضائح جماعة دالي إبراهيم، كشفها مدرب المنتخب التنزاني عادل عمروش، عندما تحدث عن الظروف التي وصلوا فيها إلى الجزائر، مشيرًا إلى أنّ بعثة منتخبه لم تحصل على استقبال في المستوى من طرف مسؤولي الاتحاد الجزائري.
وعبّر التقني الجزائري عن سخطه الكبير للاستقبال السيئ لفريقه، والصعوبات الكبيرة التي واجهها عند الوصول للحدود الجزائرية التونسية، حيث بقيت البعثة التنزانية عالقة في الحدود لمدة 8 ساعات كاملة، فلا مسؤول في استقبالهم، ولاماء يرويهم ولا حتى قطع “بسكويت” تخفف جوعهم، فكانت صورة بالأبيض والأسود لجزائر كانت دائما خضراء مشعة تبهر الناظرين.
ولأنّ “الجزائر الكروية” عجزت أن تنجب رجلا في مستوى المسؤولية، فقد تهرّب الجميع، فلا الأمين العام للفاف يرد على اتصالات التنزانيين ولا نائبه يرد حسب مدرب المنتخب التنزاني ، وكأنّ هذا الضيف يوجد في “جزيرة مهجورة” رغم أنّ المدرب عادل عمروش، يعرف هذه البلد التي وصلها جيدا، يعرف أنّها بلاده الجزائر، وليس من عادتها أن تهين ضيوفها، وهي الكريمة حتى مع الحاقدين عليها والمتآمرين عليها.
وبغض النظر عن ذلك، فالبعثة التنزانية موجودة في الجزائر في مهمة رسمية، تفرض على “زبانية الفاف” أن يستقبلوها وفق ما تفرضه قوانين الاتحاد الدولي، وبين الجزائر العاصمة ودار السلام علاقة ود واتفاقيات، تجعل أي تنزاني مرحب به في الجزائر.
ولهذا فليعلم القادمون من إحدى أجمل مناطق الدنيا، أنّ الجزائر لم تهنهم، ولكنّها وكلّت أمر “كرتها” لمن لا يحمل أي كفاءة، ألم يقل عادل عمروش، وهو متحسر، ليس على ظروف الاستقبال ولكن أن يصدر ذاك الإهمال من أبناء بلده الكبير، لقد قال: “في بلد بحجم بلدنا عيب أن نستقبل بهذه الطريقة، لا ماء ولا أكل ولا أي شيء”
ليضيف كواحد من أبناء الجزائر الغيورين على صورتها: “الآن سأتكلم كجزائري، الأمور الداخلية يجب أن تبقى بيننا وأن لا تخرج للعلن، أين كنا وأين أصبحنا؟!”، وتابع في رسالة مشفرة لمن يهمه الأمر: “وصلنا لدرجة الاحتجاج حتى على الملاعب، هذه ليست عاداتنا، تعبنا من أساليب النقد غير البناء، لم لا نتحاب فيما بيننا، الجزائري الحقيقي لا يكون هكذا”.
لأجل كل ما حدث من واجبنا ولو نيابة عن “الفاشلين” في بلادي، أن نعتذر لتنزانيا بأكملها على فشل مسؤولي الكرة عندنا في تطبيق واجب الضيافة، ولكن عذرنا أنّهم جزء من منظومة مختطفة، نتمنى أن تعود إلى أهلها مع انتخاب رئيس الفاف الجديد.