طالب المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بمدرسة الملك الفهد للترجمة بطنجة بالمساءلة القانونية في حق من تورط في الضجة التي أحدثتها إدارة المدرسة في إعلانها عن فتح مسلك للترجمة عربية أمازيغية فرنسية، وما ورد فيه من مغالطات بتصنيف الأمازيغية لغة أجنبية.
ودعا المكتب المحلي للنقابة المذكورة، في بلاغ توصلت “مدار21” بنسخة منه، إلى ضرورة “احترام الهياكل ومجلس المؤسسة كأعلى هيئة تقريرية مما يحصن سمعة المدرسة المتوارثة من السقوط في أخطاء تشعل الفتنة في الرأي العام بخصوص اللغة الأمازيغية بصفتها لغة رسمية للمغاربة”.
وحمل البلاغ مسؤولية الخطأ إلى مدير مدرسة الملك فهد للترجمة الذي “أصر على عدم العودة إلى هياكل المؤسسة لبلورة مشروع وطني يترجم الأهداف الحقيقية والصادقة لهذا المسلك، بما يخدم المصلحة العامة للبلاد، ما دفع به إلى اللجوء إلى جهة خارجية لا علاقة لها بالسادة والسيدات الأساتذة، قصد إعداد الملف الوصفي الخاص بهذا المسلك”.
وشدد المصدر ذاته على أن “لا علاقة للسيدات والسادة الأساتذة بالصياغة التي تم بعثها إلى رئاسة الجامعة وإلى الوزارة، وبما تم تعميمه على الجمهور”، مشيرا إلى “أنهم (الأساتذة) لطالما طالبوا، مثلما تؤكد ذلك مواقفهم الموثقة، بإشراكهم في إعداد هذا المشروع، لتفادي حدوث هذه الكارثة”.
ولفت المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي إلى أن المسعى الصادق للأساتذة، “هو توفير الشروط العلمية والبيداغوجية لضمان نجاح هذا المسلك، باعتباره مطمحا شعبيا ووطنيا لا مجال للمزايدة فيه، وبذلك فإنهم يحملون إدارة المؤسسة تبعات قراراتها الانفرادية”.
وأكدت النقابة أن “الأساتذة لم يُشركوا ولم يستشاروا في هذه الخطوة التي أقدمت عليها إدارة مدرسة الملك فهد للترجمة وورطت فيها رئاسة الجامعة”.
وذكر البلاغ بأن “الأمازيغية، لغة رسمية منصوص عليها وستوريا بموجب الفصل الخامس كلغة رسمية للدولة، وهي إلى جانب ذلك، بمكوناتها الثلاثة الريفية وتشلحيت والسوسية رصيد مشترك لجميع المغاربة دون تغليب أي مكون من هذه المكونات الثلاثة على المكونيين الآخرين”.
وفي وقت سابق، اعتذرت مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، أمس الخميس، عن “الخطأ غير المقصود” الذي وقعت فيه بالمذكرة متعلقة بولوج المدرسة برسم السنة الجامعية 2024-2025 بعد تصنيف اللغة الأمازيغية ضمن اللغات الأجنبية في مواد اختبارات المترشحين.
وفي ومحاولة لإبعاد وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، من زوبعة الانتقادات التي طالته، أكدت مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، في بيان توضيحي أن الجذاذة المرفقة بالمذكرة المتعلقة بولوج مدرسة الملك فهد العليا للترجمة “تم إعدادها على مستوى هذه المؤسسة، كما هو جار به العمل، نظرا لأن هذه المدرسة هي المؤسسة الجامعية الوحيدة المتخصصة في التكوين في مجال الترجمة التحريرية والفورية”.
وأشار البيان التوضيحي إلى أنه “قد تم تدارك الأمر في حينه، وأنه تم على إثر ذلك، نشر الجذاذة في صيغتها الصحيحة برحاب المؤسسة وبموقعها الإلكتروني المؤسساتي”.
وتقدمت مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة بـ”الاعتذار العميق لعموم المغاربة عن هذا الخطأ غير المقصود” مؤكدة أن “هذه المؤسسة بجميع مكوناتها، تنخرط بكل جدية في تكريس الطابع الرسمي للغة الأمازيغية عن طريق إدراجها في عرضها التكويني، وذلك باتخاذ مبادرة عملية متجسدة في إحداث مسلك جديد في الترجمة التحريرية يعتمد اللغة الأمازيغية”.
وأضافت أنه “تنفيذا لأحكام دستور المملكة والمقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وكذا تنزيلا للمخطط الحكومي المندمج التفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، تجدد هذه المؤسسة حرصها على تعبئة كل الإمكانيات المتاحة للانخراط الفعال في هذا الورش الوطني بالغ الأهمية”.
وكانت مذكرة وزارية موقعة من طرف وزير التعليم العالي، اطلعت عليها جريدة “مدار21″ الالكترونية، أشارت إلى تضمن جذاذة اختبارات ولوج معهد الترجمة لـ”معلومات حول أهداف التكوين ونظام الدراسة ومدتها والشهادة الممنوحة والشروط والإجراءات الخاصة بالترشيح ومواد المباراة وكذا تاريخ إجراء المباراة والإعلان عن نتائجها”، مع العلم أن سبب الجدل الكبير أثارته شروط الترشيح إلى المباراة بإدراجها للغة الأمازيغية ضمن اللغات الأجنبية، وهو الأمر الذي وافق عليه ميراوي.
المذكرة التي عممها عبد اللطيف ميراوي على رؤساء الجامعات ورؤساء المؤسسات الجامعية طالبت بـ”تبليغ المعلومات المبينة في الجذاذة، رفقته إلى الطلبة الراغبين في الالتحاق بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، برسم السنة الجامعية 2024-2025”.
ومنذ نشرها، أثارت الوثيقة التي تتضمن شروط التقدم إلى مباراة ولوج مسلك الترجمة التحريرية أو الترجمة الفورية بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة ضجة كبيرة داخل أوساط النشطاء والفعاليات الأمازيغية، معتبرين أن هذه الخطوة “غير دستورية وتسيء إلى مسلسل إنصاف اللغة الأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الثقافة المغربية”.
وجاء في الوثيقة أن مباراة ولوج المعهد تشمل اختبار في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية الأولى، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن اللغة الأجنبية الأولى تشمل “الفرنسية أو الإنجليزية أو الاسبانية أو الأمازيغية”.
وخلص ميراوي، الذي طوقته الانتقادات، إلى مطالبة رؤساء الجامعات ورؤساء المؤسسات الجامعية إلى “استعمال كل الوسائل المتوفرة لديكم لتبليغ هذه المعلومات إلى علم كافة الطلبة الراغبين في الالتحاق بهذه المؤسسة وإعطائهم كل البيانات والشروح اللازمة وتنبيههم إلى ضرورة مراعاة الإجراءات والآجال المحددة لإيداع ملفات ترشيحهم”.