اولا، اوجه تهانئي الحارة كمواطنة مغربية مهاجرة، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 25 لجلوس جلالته على عرش المملكة المغربية، مع متمنياتي لجلالته بالصحة و العافية وطول العمر و التوفيق و السعادة له و للأسرة الملكية الكريمة و لكافة الشعب المغربي .
لا أحد يجادل في الإنجازات الكبرى التي رأت النور، منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب.
و يمكن لأي متتبع ان يرى هذه الإنجازات ، مثلا على مستوى البنية التحتية التي شهدت دفعة قوية ببناء الطرق و القناطر و المنشآت و فك العزلة عن المجال القروي و تزويده بالكهرباء و الماء .. الخ.
و كامرأة مغربية اريد ان أركز على ما تم إنجازه لصالح المراة المغربية بشكل عام و المرأة المغربية المهاجرة على الخصوص في مدونة الأسرة و التي يتابع جلالة الملك مراحل مراجعتها الآن، و كذاك على مستوى المساطير الإدارية.
و قد شكلت مبادرة مصالحة المغرب مع جزء من تاريخه، بإحداث هيئة الانصاف المصالحة حدثا هاما على مستوى حقوق الأنسان أنجزه جلالة الملك.
و هي في الحقيقة منظومة إصلاحية متعددة الأبعاد، تطال السياسة الداخلية و الخارجية على حد سواء، كالاعتراف بالثقافة و اللغة الأمازيغية و إحداث معهد ملكي خاص بها، و إصدار تقرير الخمسينية، و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و الجهوية الموسعة و المفهوم الجديد للسلطة و مراجعة مدونة الأسرة و دستور 2011.
أما على مستوى قضية وحدتنا الترابية، فقد تم إحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، و تقديم مشروع للحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية و اعتماد سياسة تنموية شاملة . و قد ثمنت المحافل الدولية هذا التوجه الملكي الجديد لمقاربة قضية وحدتنا الترابية و اعتبرتها خطوة كبيرة من أجل تسوية هذا الملف.
وتشكل عودة المغرب ألى الاتحاد الإفريقي، و الزيارات العديدة التي قام بها جلالة الملك إلى مختلف الدول الإفريقية، منعطفا جديدا في سياسته الإقليمية و الخارجية . و كذلك التوجه الافريقي للسياسة الخارجية المغربية نحو تكثيف التعاون و إبرام الشراكات مع عديد من الدول الإفريقية ، و تعزيز فرص الاستثمار في اقتصاداتها.
و فيما يتعلق بملف مغاربة العالم. فرغم الخطب الملكية المتتالية التي تعبر عن عناية ملكية دائمة، لا زال الإقصاء من المشاركة السياسية و حقوق المواطنة هو المبدأ السائد و القاعدة.
نعم نتعامل بشكل وثيق مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ، و نحي هنا الخبرة التي راكمتها و مهنية أطرها و سياسة القرب التي تعتمدها في تعاملها مع مغاربة العالم، أفرادا و جمعيات.
اما المؤسسات الأخرى ، ذات الصلة بمغاربة العالم فلا تتعامل معنا و تظل بعيدة عن واقعنا و قضايانا، كمجلس الجالية و وزارة الجالية. و هذا ينطبق كذلك على علاقتنا بالقنصليات و السفارات التي ينحصر التعامل معها على المستوى الإداري و الإطار الرسمي، رغم أني فاعلة جمعوية و حقوقية، و مديرة لمؤسسة تختص بالعناية الاجتماعية و الصحية بما فيها الصحة النفسية منذ عدة سنين.
و لهذا نأمل تحسنا كبيرا على هذا المستوى لمصلحة المغرب و مغاربة العالم.
و في الأخير أتمنى ان يشمل العفو الملكي الكريم ،بهذه المناسبة، معتقلي حراك الريف، و الصحافيين و معتقلي الرأي و السياسة حتى تعم الفرحة بشكل اكبر.
أمستردام، 28 يوليوز 2024
نجوى بنموسي
مديرة مؤسسة زينمو
للعناية الاجتماعية و الصحية
فاعلة جمعوية و حقوقية