بواشنطن، تم تسليط الضوء على رؤية والتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال التعاون جنوب-جنوب، باعتباره ركيزة استراتيجية للسياسة الخارجية للمغرب، وذلك أمام منظمة الدول الأمريكية.
وفي مداخلة خلال اجتماع لمنظمة الدول الأمريكية، التي يعد المغرب عضوا ملاحظا دائما لديها، أبرز سفير المملكة لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، الجهود التي يبذلها المغرب والمبادرات الكبرى التي يتخذها لمواكبة البلدان الشقيقة والصديقة، خاصة في إفريقيا، والتي تشمل مختلف قطاعات التنمية.
وسجل السفير أن هذا الالتزام ينعكس أيضا من خلال علاقات المملكة مع باقي دول الجنوب، وخاصة أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى العلاقات الوطيدة التي تجمع المغرب بالمنظمات الإقليمية والدولية.
وفي هذا الإطار، تطرق السيد العمراني إلى العلاقات المتميزة بين المملكة ومنظمة الدول الأمريكية، ومقرها واشنطن، موضحا أن هذا التعاون يتمحور حول أهداف ومصالح مشتركة.
وأكد، خلال هذا الاجتماع المنعقد حول موضوع “تثمين التعاون والشراكة من أجل التنمية في الأمريكيتين”، “نطمح إلى مواصلة استكشاف كل السبل وكافة الآليات الكفيلة بتحقيق شراكة قوية وتعاون كامل ومثمر للجميع”.
وسجل السيد العمراني، كذلك، أن مشاركة المغرب في هذا الحدث يؤكد الأهمية التي توليها المملكة للتعاون مع هذه المنظمة الإقليمية.
وقال إن المغرب يعد، وبحكم موقعه الجغرافي، الجسر الطبيعي والجيو-استراتيجي الذي يربط بين القارة الإيبيرو أمريكية، والعالم العربي الإسلامي وإفريقيا.
وذكر، في هذا الصدد، بالزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أمريكا اللاتينية سنة 2004، والتي كانت الأولى من نوعها لرئيس دولة من إفريقيا والعالم العربي، إلى هذه المنطقة، مبرزا أن هذه الزيارة شكلت نقطة تحول أعطت زخما جديدا للعلاقات بين المملكة والقارة الأمريكية.
وفي السياق ذاته، تطرق الدبلوماسي إلى المبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، موضحا أن هذه المبادرة المبتكرة والطموحة، التي ستساهم في تعزيز الاندماج والتنمية الإقليميين، ستعود بالنفع أيضا على قارة أمريكا اللاتينية.
واستعرض يوسف العمراني التعاون “النموذجي” بين المغرب وبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي بشأن قضايا جد هامة، مثل التغيرات المناخية وآثارها على الأمن الغذائي، مبرزا أن هذا التعاون يجسد رؤية التنمية من خلال مبدأ التضامن وروح الشراكة المربحة.
وأضاف أن هذه الشراكة تكتسي أهمية متزايدة في سياق عالمي يتسم بتجدد التحديات والتداعيات المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية.
وتعد المملكة، منذ نونبر 1981، عضوا ملاحظا دائما لدى منظمة الدول الأمريكية، التي تأسست في العام 1948، وتضم مجموع دول الأمريكيتين البالغ عددها 35 دولة وتشكل، وفقا لنظامها الأساسي، “المنتدى الحكومي الرئيسي للقارة المعني بالقضايا السياسية والقانونية والاجتماعية”.