بقلم : ذ. يونس مسكين

تابعت الليلة الماضية، الأربعاء 26 مارس 2025، جزءا من الخرجة الإعلامية التي قام بها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، والتي لا يمكن أن يكون لها من عنوان سوى اتهامه الواضح والمباشر للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
إن أكثر ما يثير الغضب في بعض الخطابات التي تتلبّس الحياد أو النقد السياسي الرزين، هو هذا الميل الفجّ إلى مساواة المقاومة بالجريمة، ووضع رد الفعل في كفة الفعل ذاته، كما لو أن المتمرّد على الذبح يساوي الذباح في الإثم.
على افتراض أن “حmaس” أخطأت التقدير، أو بالغت في رهانها، أو أخفقت في قراءة لحظة ما، فإن هذه الأخطاء، مهما عظمت، لا تُقارن ولا تُوضع في الميزان نفسه مع جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، تحت أعين العالم.
إن توجيه اللوم إلى المقاومة اليوم، هو كمن يوبّخ صاحب البيت لأنه قاوم اللصوص، ويحمله مسؤولية قتل أطفاله، لأن مقاومته أزعجت المعتدين ودعتهم للفتك بأسرته.
إنه منطق مقلوب، لا يستقيم أخلاقيا، بل يبرّر الجريمة تحت غطاء الحياد.