انطلقت أشغال المبادرة المشتركة بين شبكات مؤسسة “آنا ليند” حول الدبلوماسية الثقافية، تحت شعار “الدبلوماسية الثقافية، آلية للحوار بين الثقافات”.
وتروم المبادرة المشتركة، المنظمة من طرف الشبكة المغربية لمؤسسة” آنا ليند” الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات بين 6 و 8 مارس بحضور ممثلي المؤسسة ومختلف شبكاتها بالبلدان الأورومتوسطية، تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال مناقشة السبل والآليات التي من شأنها تمتين التعاون الثقافي بين مختلف الشبكات وخلق الحوار والعمل المشترك.
في كلمته في افتتاح هذا المنتدى، أشار المدير التنفيذي لمؤسسة “آنا ليند”، جوزيب فيري، إلى أن هذا الحدث يتميز بتنظيم ورشات عمل موضوعاتية مرتبطة بالثقافة، ليس فقط باعتبارها عنصرا حاسما لبناء العلاقات بين الشعوب، بل أيضا لتعزيز الاندماج داخل المجتمعات.
وأوضح السيد فيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الورشات تهدف إلى مناقشة دور الثقافة كأداة للدبلوماسية، وكذا وسائل تطوير الحلول القادرة على مواجهة التحديات المرتبطة بالحوار بين الثقافات ومحاربة خطاب الكراهية والعنف والإقصاء الاجتماعي والثقافي، موضحا أن هذا الحدث يشكل فرصة للتعرف على التحديات والقضايا المرتبطة بالحوار بين الثقافات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من أجل إيجاد حلول مبتكرة للتغلب على هذه التحديات، عبر تجميع تجارب وخبرات مختلف الشبكات بضفتي المتوسط.
في هذا الصدد، أشار إلى أن الثقافة تتميز بقدرتها على توحيد جميع مكونات المجتمع، مبرزا أهمية تعزيزها من خلال تدابير ملموسة ومشاريع ثقافية دامجة ومندمجة.
من جانبه، أشار منسق الشبكة المغربية لمؤسسة “آنا ليند ” ورئيس جمعية لنتحرك معا من أجل التربية والتنمية والتبادل الثقافي، وديع عبد الواحدي، إلى أن هذا المنتدى الدولي، المنظم بشراكة مع مختلف شبكات البلدان الأورومتوسطية، يطمح إلى تطوير آليات ومخطط عمل يتعلق بالحوار بين الثقافات والدبلوماسية الثقافية، لمواجهة خطاب الكراهية والحد من التصرفات التمييزية والعنصرية.
وتابع بأن هذا الحدث يسعى لأن يشكل فرصة لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين مختلف الشبكات وتبادل تجاربها وخبراتها في العمل الثقافي، ووضع، على الأمد البعيد، ميثاق أورومتوسطي يتعلق بتطوير الآليات التي من شانها تعزيز الحوار بين الثقافات وترسيخ التسامح.
وتميز حفل الافتتاح بعقد جلسة عامة مخصصة لتشخيص المشاكل المرتبطة بالترويج الفعال للثقافة.
بهذه المناسبة، تبادل المتدخلون تجاربهم ومقارباتهم الرامية لتعميم العمل الثقافي، لا سيما في الأحياء الهامشية التي تعاني من ضعف الولوج إلى الأنشطة الثقافية، عبر التشاور مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الأخرى، وكذلك المؤسسات العمومية المحلية والوطنية والقارية للعمل على تطوير سياسات ثقافية شاملة، وتعزيز الحوار بين الثقافات عبر إشراك كافة شرائح المجتمع.
يذكر أن مؤسسة “آنا ليند ” للحوار بين الثقافات تأسست في عام 2004، وهي أول مؤسسة للحوار تم إنشاؤها بشكل مشترك بين الاتحاد الأوروبي والدول المتوسطية الشريكة له، بهدف مكافحة انعدام التسامح، من خلال تعزيز الحوار والتبادل بين الثقافات لبناء مجتمعات أكثر اندماجا.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى ورشات عمل حول تحديات وآفاق التعاون بين الثقافات والدبلوماسية الثقافية، وحكامة الثقافة والتحديات الجديدة للمنطقة الأورومتوسطية، والتواصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى جلسات عامة تتناول موضوعات ذات صلة بالتبادل والمشاركة والعمل في مجال الحوار بين الثقافات.
وسيتوج المنتدى بإعداد وتوقيع ميثاق طنجة للدبلوماسية الثقافية والحوار الأورومتوسطي.