قال رئيس مركز الدراسات والأبحاث في الجغرافيا السياسية والأمن، عبد الرحمان بلكورش، اليوم الثلاثاء، بمراكش، إن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء هو ثمرة للاستراتيجية الدبلوماسية المبادِرة، التي تنهجها المملكة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش.
وأضاف السيد بلكورش، وهو أيضا أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا القرار “هو أحد نتائج الاستراتيجية الدبلوماسية المبادِرة، التي تنهجها المملكة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، وخصوصا منذ خطاب جلالة الملك في 20 غشت 2022، والذي جعل من قضية الصحراء القضية المركزية بامتياز، والبوصلة الدبلوماسية التي تقاس وتقيم على أساسها العلاقات الخارجية للمملكة”.
وأبرز، في هذا الاتجاه، عدالة القضية الوطنية وتوالي الاعترافات، مستشهدا بعدد من البلدان مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا (..)، التي “تعتبر المبادرة المغربية، كحل ذي مصداقية ومعقول لهذا النزاع المفتعل، الذي يقف وراءه أعداء الوحدة الترابية للمملكة”.
وأوضح أنه “هذا هو السياق الذي أعلنت فيه دولة إسرائيل عن اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، لتنضم إلى العديد من الدول، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية”، مبرزا أن هذه المواقف السياسية تواكبها إرادة للاستثمار بالمنطقة، التي تزخر بثروات وافرة ومؤهلات واعدة، تعود بالنفع على الجميع.
كما اعتبر السيد بلكوش أن هذا الاعتراف “ستليه اعترافات أخرى، بالنظر إلى عدالة القضية الوطنية والمؤهلات الاقتصادية التي توفرها المنطقة”.
وتابع الأكاديمي أن توافق المصالح الجيوسياسية والاستراتيجية بين المغرب وإسرائيل، وهما قوتان إقليميتان، “سيفتح لا محالة آفاقا لتسوية نزاعات عالقة، سواء في إفريقيا أو في الشرق الأوسط”.
وكان بلاغ للديوان الملكي قد أعلن، أمس الاثنين، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس-نصره الله- توصل برسالة من رئيس وزراء دولة إسرائيل، فخامة السيد بنيامين نتنياهو، رفع من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العلم السامي لصاحب الجلالة قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”. وشدد أيضا على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.
وفي رسالته إلى جلالة الملك، أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا.