تحولت بعض العقول الى ملهى كبير , او بالاحرى الاغلبية الساحقة من محبي هذا الفيروس الخبيث , التي اختارت ان تميل الى قارعة الطريق , حيث انتشرت بما يسمى ( اغاني الراي ).
هذا الفيروس القاتل والخبيث الذي انتشر كما تنتشر النار في الهشيم, والذي أسسوا اصحابه هذا العفن على اعلى المنابر .
والذي نعتبره انقلاب ضد الاخلاق والفضيلة لمجرد انه نهيق وعواء لامعنى لهما , والغريب انه متداول بشكل كبير في الاعراس والحفلات والمهرجانات وخاصة الربحية منها , حيث نرى الناس يتمايلون معها دون فهم ولاعلم للاسف الشديد , وترى هذا النوع من النهيق يرددونه مثنى وثلاث ورباع في الشوارع وفي بعض البيوت الى غير ذلك , وتسمع واي واي واه واه هاي هاي , كلام غير مفهوم ولا حتى جملة اسمية , تماما هي اقرب الى نباح الكلاب منه الى الغناء.
والكل يرقص على نغمات هذا الفيروس رافعين رؤوسهم وايديهم الى السماء , كأن بهم مس من الشيطان او سكارى وما هم بسكارى , ولكنهم تحت تنويم الفسق المجنون, يتصايحون مع هذا الخبث وكأنه يوم الحشر . فشر البرية ما يضحك اسماء غريبة لبعضهم امثال الشاب نونو والشابة الشيطانة والجنية والشاب توتو وغيرهم من الاسماء التي تعبر عن المستوى الثقافي والاكاديمي .
للاسف ضاع الفن وضاعت معه الاذن الموسيقية الراقية , الى متى سنساهم في صنع التفاهة وفرضها في المجتمع , حيث ظل موضوع الفن والفنانين من المحظورات والمسكوت عنها , على اعتبار لا احد يجرؤ على نفض الغبار عنهم .