بقلم: الصحافي يوسف دانون
احيانا يخطر في بالي ان استمع الى بعض اغاني الرواد المغاربة, حقيقة اجمل احساس التي تحفز في الوجدان , بعيدا عن ركاكة الكلمة وابتذال اللحن والاداء .
استمع الى الطرب الحقيقي الذي يعبر عما يمكن ان يدور في خلد الانسان احيانا, وقد لا تكون بعض كلماتها حفرت عميقا في معانيها, ولكن يمكن القول انها استطاعت ان تتماشى مع مبدأ الحساسية الشعرية , مع كامل التوقير والاحترام , مع رفضي لبعض اغاني الشرق الاوسط وبعض الاغاني الخليجية زيادة على اغاني الراي , لما تحتوي من تعبيرات لاتليق بالاناقة الثقافية العربية للاسف الشديد , وبكل صدق احس بالاضطراب لمجرد التفكير بهؤلاء المخلوقات التي تدعي الفن , واعتقد ان هناك خلل يمنع من رؤية العبقرية الخاصة في الاختيارات والتوجهات, ولا ازج نفسي عنوة في طابور المصفقين, عكس البعض الذين يرون هؤلاء المتطفلين من المغنيين , بانهم اسياد فن الطرب وينبهرون بالحانهم واغانيهم التافهة والتي لااعترف بها كمستمع ومحب للفن, فعلى سبيل المثال نرى بعض ممن يلقبون انفسهم بمطربي العصر من بعض العراقيين المتواجدين ببلاد المهجر , الذين لاتربطهم اي علاقة بالفن الاصيل ونراهم يتزاحمون على المنصات من اجل البحث عن الذات لافتقارهم للجرءة الفنية حاملين اصواتهم في حقائبهم ويعتمدون الى مخاطبة الغرائز كطريق للشهرة .
هذا النوع من الاغاني الغير المعبرة والتي تصلح للمراهقين ولا تشغل على ذي حساسية من اي نوع , وانما هي رسالة فارغة حققت مبيعات كثيرة وقياسية , والحقيقة اقول , ليس نقدا للاعمال وانما هي مسألة مبدأ .
فنانون كبار حفظنا اغانيهم عن ظهر قلب , لصدق الكلمة المعبرة وقدموا فنهم المجرد وتركوا لنا حرية الحكم عليهم , فأحببناهم .
ما نرى في الساحة الفنية ببلاد المهجر وخاصة من بعض التافهين الجهلاء الذين يصنفون انفسهم في الصفوف الاولى ببعض الاغاني العربية من اجل البحث عن السحر الخفي لكي يرضى عنهم رغم رداءة صوتهم .