انطلقت، مساء اليوم الثلاثاء بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالعاصمة الاقتصادية، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء تحت شعار “من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي”.
وتميز حفل الافتتاح الذي شهد حضور على الخصوص، رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حسين أزدوك، وعامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد، جمال مخططار، بتقديم عرض فني مغربي في الرقص والفنون الرقمية بعنوان “فراكتال /FRACTALE”، من إنتاج “L’UZINE”، وبشراكة مع المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء.
ويقدم العرض بالاعتماد على اسقاطات رقمية وحركات راقصة مستوحاة ومستلهمة من الأشكال الهندسية، للجمهور تجربة فنية فريدة، حيث قدمت المجموعة المكونة من ثلاثة شباب، عرضا راقصا مصحوبا بمؤثرات صوتية قوية وسريعة ثارة وهادئة ثارة أخرى في انسجام تام مع الأشكال الهندسية المصاحبة، لتشكل لوحة فنية مبهرة تبرز الاندماج والتفاعل بين التكنولوجيا والفن.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رشيد الحضري، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، رئيس المهرجان، أن المهرجان الدولي لفن الفيديو أصبح مع توالي الدورات والنجاحات يكتسي سمعة ومصداقية لدى الهيئات الوطنية والدولية، مبرزا أن المهرجان الذي يشكل فضاء للحوار والتقارب بين الثقافات، ساهم بشكل كبير في تطوير وتعزيز وترويج فن الفيديو في المغرب.
وعن موضوع هذه الدورة، التي تصادف السنة الثلاثين على إنشاء المهرجان، أبرز أن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي، ينم عن رغبة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في مواكبة العصر ومناقشة المواضيع الراهنة، على غرار، اقتراح تعميم الذكاء الاصطناعي وعلاقاته بالفن، وتسليط الضوء على ظهور ما يسمى التقنيات التفاعلية والاغتماسية الجديدة، وفهم المعرفة والممارسات الناتجة عنها.
وأضاف “نسعى في المهرجان الدولي لفن الفيديو أن نبني تاريخا، أو على الأقل، أن نساهم، في بنائه. ولهذا السبب نجمع مرة أخرى، هذه السنة، هذه اللمة من الفنانين العاشقين للتجديد والإلهام، وخصوصا، لهذا المزيج من الفن والتقنيات الجديدة”.
من جانبه، أشار مجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان، إلى أن المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء يحتفي هذه السنة بالذكرى الثلاثين لتأسيسه (2023 – 1993)، مبرزا أن هذه الدورة تعد فرصة لتقييم الحصيلة والعودة إلى المراحل والمكانة التي يحتلها المهرجان اليوم في الساحة الفنية الوطنية والدولية.
وأبرز أن المهرجان قد نجح طيلة العقود الثلاثة الماضية في ترسيخ ثقافة صورة جديدة مختلفة عن تلك السائدة عادة، ثقافة تسعى إلى مساءلة الموروث الثقافي والفني والاجتماعي من خلال نظرة نقدية وتحليلية ذكية، وذلك من أجل تجديده وإثرائه وتعزيز حضوره بشكل يتناسب والتطورات الحديثة.
وأضاف أن هذه النسخة ستتميز ببرنامج غني ومتنوع، يضم إبداعات فيديو ورقمية تعرض لأول مرة بالمغرب وورشات تكوينية حول تقنيات الصور الجديدة، وماستر كلاس ومائدة مستديرة، بالإضافة إلى أماكن عرض جذابة في كل أنحاء الدار البيضاء.
وتسعى هذه التظاهرة، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني ما بين 7 و11 نونبر الجاري، إلى نشر الثقافة والفن والإبداع المرتبط بالتكنولوجيا الرقمية والعلوم، ودعم وتشجيع الطلبة والفنانين الشباب العاملين في مختلف هذه التخصصات.
يشار إلى أن المهرجان يقترح إبداعات فنية منفتحة على جميع أشكال الإبداع الرقمي، يعرض غالبها لأول مرة، وتمثل: الرقص والفنون الرقمية، والواقع الافتراضي والمعزز، والتنصيبات التفاعلية، والعروض السمعية البصرية، والمابينغ والروبوتيك.
وتقام أنشطة هذا المهرجان في عدة فضاءات بمدينة الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، المركب الثقافي محمد زفزاف المعاريف، المركب الثقافي مولاي رشيد، المعهد الفرنسي للدار البيضاء، المركز الثقافي الأمريكي، مركز الفنون/ مرسم، معهد سرفانتيس، لوزين والمدرسة العليا للفنون الجميلة.