عادت عمليات تهريب المخدرات عبر المسالك البحرية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، لاستئناف نشاطها، بعد أقل من ستة أشهر عن إدانة بارونات وكولونيل ومتهمين آخرين، في ما بات يعرف بشبكة حمدون التي ورطت 35 متهما، ضمنهم دركيون ومستثمرون وأصحاب شركات تمويل البواخر.
وحسب مصادر “الصباح”، انتهت عملية أمنية بالقرب من شاطئ سيدي داود بالوليدية تحت إشراف القائد الجهوي للدرك الملكي بالجديدة، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بحجز طنين ونصف طن من الشيرا بلغ عددها 84 رزمة، كانت في طريقها للإبحار نحو الضفة الأخرى وحجز كميات المخدرات التي كانت ملفوفة بطريقة احترافية ومعدة لمقاومة تسرب المياه، كما حجزت عناصر الدرك معدات للإبحار وقاربا مطاطيا قبل أن يغادر المهربون والحمالون المكان.
وأسفرت عملية تتبع وترصد لشبكة متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات عن ضبط وإيقاف ثلاثة متهمين وما زال البحث جاريا في حق الرؤوس الكبيرة التي تتحدر من المنطقة والتي تواصل عمليات تهريب المخدرات والتي تعد من ذوي السوابق القضائية في الميدان، وسبق لها أن قضت عقوبات سالبة للحرية على خلفية تورطها سابقا في التهريب الدولي للمخدرات .
واستنفرت العملية التي نفذت بالقرب من شاطئ سيدي داود بالوليدية التابع ترابيا لإقليم سيدي بنور، عناصر المركز الترابي للدرك معززة بعناصر تابعة لسرية سيدي بنور، إذ تأتي هذه العملية النوعية غداة تعزيز مراقبة السواحل بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، وذلك عبر تكثيف دوريات ليلية راجلة وأخرى متحركة موازاة مع تقلب الظروف المناخية، التي تعد حجر عثرة أمام شبكات تهريب المخدرات في اتجاه الضفة الأخرى.
وقامت فرق تابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، بما فيها فرق الكلاب البوليسية المدربة، والفرقة التقنية للأبحاث القضائية بحملات تمشيط وكذا الاستعانة بطائرات بدون طيار لمسح الأماكن التي عثر بها على كميات مهمة من مخدر الشيرا.
ولم تستبعد المصادر نفسها أن تكون الشبكة التي اتخذت من المنطقة قاعدة خلفية لعملياتها في تهريب المخدرات بجماعات أولاد غانم والوليدية وأولاد عيسى مازالت تواصل أنشطتها المشبوهة والمعروفة بالمنطقة لتعاطيها تهريب المخدرات عبر قوارب صيد تقليدية، وهي نفسها التي تشرف على العملية رغم أن بعض رؤوسها توجد في السجن.
وكشفت مصادر “الصباح”، أن بعض أفراد شبكات تهريب المخدرات التي تنشط في الجماعات الثلاث، سبق أن صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني، من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء.
الصباح