بقلم: ذ. أبو بدر العرايشي
لا يخف عليكم دور السباحين المنقذين في حماية أرواح الناس و السهر على الأمان والسلامة المرتادي الشواطئ بمختلف مدن المملكة.
كما يتعين عليهم لمزاولة هذه المهنة الموسمية صفات وقدرات وكفاءة، تتمثل أساسا في التركيز والذكاء في التعامل و الرصد والتفاعل السريع في عملية الإنقاذ، و التحلي بالشجاعة في مواجهة المخاطر، وتقديم النصح والإرشاد للمصطافين، والمسؤولية طوال فترة العمل.
بالفعل عمل المنقديين شاق ومتعب، ليس كما يظن البعض..مجرد غفلة تزهق روح إنسان، كما يتسم هذا العمل بالانساني.
امتهان مهنة السباح المنقذ تتطلب الكثير من المواصفات التي تساعده على أداء المهام في أحسن الأحوال والظروف.
لذلك عند الالتحاق السباح المنقذ الموسمي لهذه المهنة، يشترط منه معايير متعددة تحددها الوقاية المدنية منها :
– سن المرشح أن لا يقل عمره عن 20 سنة.
– توفره على لياقة بدنية تؤهله لأداء مهامه الوقائية.
– إتقان السباحة أهم شرط نظرا لخصوصية المهمة.
– توفره على صحة جيدة تستحمل مدة العمل المثمتلة في 18ساعة في اليوم.
بالإضافة إلى الاختبارات النظرية والتطبيقية في مجال الوقاية المدنية.
رغم كل هاته الخطوات الضرورية لتصبح سباح منقذ، إلا أن مشاكل السباحين المنقذين في المغرب كثيرة، تتجلى في الأساس:
– التعويض المادي الهزيل الذي يتقاضونه، لا يصل إلى الحد الأدنى للأجور
– عدم استفادتهم من التغطية أو التأمين الصحي.
– مدة العمل الغير القانونية والتي تثمتل في 18 ساعة في اليوم.
– قلة إمكانيات والتجهيزات والوسائل العمل الضرورية لإنقاذ المواطنين.
– غياب التحفيز المادي من طرف المؤسسات العمومية.
– مدة التكوين الغير كافية في ظل غياب التكوين المستمر.
إلا متى ستظل الوضعية المزرية للسباحين المنقذين قائمة؟
هل تفكر الجهات المسؤولة في تمتنع هاته الشريحة بحقوقها كاملة؟
ماهي الاستراتيجية الوطنية للعمل على النهوض بمهنة السباح المنقذ الموسمي بالمغرب؟
السباح المنقذ يضحي بنفسه من أجل أن ينعم المواطنين بمختلف الشواطئ المغربية بالأمن والأمان، في الوقت الذي يعيش..متخبط في مشاكل تعيق عمله الإنساني والاجتماعي والبيئي.
عندما نقارن بين منقذ السباح في المغرب و بلجيكا نجد مقارنة كبيرة.
مثلا، منقذ السباحة في بلجيكا يبدأ تعويضه بـ 13 يورو ونصف في الساعة، ويرتفع الراتب مع سنوات الخبرة. وبالتالي يحصل منقذ السباحة على راتب شهري 1700 يورو صافي شهرياً. لكنه يستطيع العمل في أوقات الفراغ كمدرب سباحة أو مدرب رياضي، مدة العمل لا تتجاوز ثمانية ساعة في اليوم، ناهيك عل الإمكانات والتجهيزات والوسائل الوقاية المتوفرة بالكثرة، التي تسهل عملهم.