مسرحية الندوة ” العربية” اظهرت الكثير من المفارقات العجيبة و المضحكة في نفس الوقت، فكيف لحركات تدعي انها قومية عربية والتي كان من المفروض ان تكون وفية لأيديولوجيتها من خلال دعم وحدة الاوطان ومحاربة نزعة الانفصال في افق تحقيق الوحدة العربية، تتورط في دعم جهود الانفصال و تقسيم بلد عربي، وعضو في جامعة الدول العربية.
من الواضح بأن مرارة الفشل الذريع الذي أصاب البوليساريو، بسبب الاجماع العربي على دعم الوحدة الترابية للمغرب، و تأييد هذه الدول لمبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، بالإضافة الى دخول النظام الجزائري في حالة الإحباط التي ألمت به بسبب فشل قمة ” لم الشمل العربي “، نتيجة غياب جل القيادات العربية الوازنة، فجاء التمثيل في القمة، أضعف تمثيل في تاريخ القمم العربية، عقابا للجزائر علي خياراتها بالوقوف في المعسكر الايراني المعادي لمصالح الدول العربية، فكان من اللازم على البوليساريو و حاضنتها الجزائر، العمل على تقمص دور زعامة وهمية على المستوى العربي، بعد أن فشل هذه الاخيرة في استغلال القضية السورية في ذلك، فذهبا الى تنظيم ندوة غلب عليها الارتجال و الارتباك، علها تكسب ود بعض الاحزاب العربية الصغيرة فتكون طوق نجاة، تقنع بذلك نفسها و اتباعها بأنها لا تعاني من عزلة عربية.
و يبدوا أن الشطحات الاخيرة للنظام الجزائري و أداته البوليساريو، تشبه رقصة الديك المذبوح، بعد توالي الانتكاسات الديبلوماسية و العزلة التي يعاني منها الطرفين، نتيجة غياب تضامن عربي باعتراف زعيم البوليساريو ابراهيم غالي، بل أن الخناق اصبح يضيق عليهما حتى داخل الفضاء الافريقي، حيث تقلصت مساحة مناورات النظام الجزائري حتى اصبحت عديمة الجدوى و التأثير أمام الانتصارات والمكتسبات المهمة التي يحققها المغرب