بروكسل / يوسف دانون
تخليدا للذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة, نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية الشريفة ببروكسل عرضا للوحات فنية مستوحاة من روح هذه المعلمة الوطنية الخالدة , وذلك بشراكة مع مجموعة من الفنانين التشكيليين من اصل مغربي , ومساهمة عدد من الفنانين البلجيكيين الذين أبوا جميعا الا للمساهمة بما تجود بها مؤهلاتهم وموهباتهم الفنية في تخليد هذه الذكرى العزيزة على قلوب المغاربة أينما حلوا وارتحلوا .
وقد حضر هذا اللقاء المتميز عدد كبير من افراد الجالية المغربية من جميع الجهات تمثل كافة الفئات العمرية , مما يعكس جليا تشبت هذه الفئة من الشعب المغربي بالوطن الام وانخراطها الكامل في الدفاع عن قضاياه العليا ومقدساته.
كما شارك في هذا الحفل نخبة من الشخصيات البلجيكية وممثلي المجتمع المدني البلجيكي في تضامن تام مع اخوانهم من اصل مغربي, وكذلك كتعبير على مساندة المملكة البلجيكية لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به جلالة الملك محمد السادس نصره الله, كحل واقعي وذوي مصداقية لهذا النزاع المفتعل من طرف أعداء الوحدة الترابية .
وفي عرض الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة, أكد الدكتور حسن توري القنصل العام للمملكة المغربية ببروكسل, على الاهمية القصوى التي تمثلها المسيرة الخضراء المظفرة في تاريخ المغرب الحافل بالانجازات, على اعتبار أنها معلمة ملك وشعب , مكنت من استرجاع الاقاليم الجنوبية واستكمال الوحدة الترابية بطريقة سلمية في حقبة كان صوب البنادق يسكت كل مبادرة تنبذ العنف والحروب, علاوة على ذلك يقول معالي القنصل العام , فهي أعطت الانطلاقة للنهوض بالاقاليم المسترجعة نحو التشييد والتقدم والازدهار .
كما نوه معاليه بما تقوم به الجالية المغربية للدفاع عن القضية الوطنية ومقدسات البلاد واشعاعها, مبرزا مضمون الخطاب الملكي السامي ليوم 6 نونبر 2024 الذي نوه من خلاله جلالة الملك محمد السادس نصره الله , بالدور الريادي للجالية المغربية في هذا الشأن, وكذا متانة تشبتها وتعلقها بالوطن الام , حيث وجه جلالته حفظه الله الى الحكومة للعمل على هيكلة هذا الاطار المؤسساتي , على أساس هيأتين رئيسيتين .
الاولى هي مجلس الجالية المغربية بالخارج, باعتباره مؤسسة دستورية مستقلة, يجب ان تقوم بدورها كاملا للتفكير وتقديم الاقتراحات وان تعكس تمثيلية مختلف مكونات الجالية , وبهذا الخصوص دعى جلالته نصره الله وايده الى تسريع إخراج القانون الجديد للمجلس, وفق أفق تنصيبه في أقرب الآجال .
اما التانية فهي إحداث هيئة خاصة تسمى ( المؤسسة المحمدية ) للمغاربة النقيمين بالخارج, والتي تشكل الذراع التنفيدي للسياسة العمومية في هذا المجال , وسيتم تخويل المؤسسةالجديدة , مهمة تجميع الصلاحيات المتفرقة حاليا بين العديد من الفاعلين, وتنسيق وإعداد الاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج وتنفيذها.
وستقوم المؤسسة الجديدة كذلك بتدبير الآلية الوطنية لتعبئة كفاءات المغاربة المقيمين بالخارج, التي دعا جلالته حفظه الله الى إحداثها وجعلها في صدارة مهامها, وذلك لفتح المجال امام الكفاءات والخبرات المغربية بالخارج, ومواكبة اصحاب المبادرات والمشاريع من خلال إنخراط القطاعات الوزارية المعنية ومختلف الفاعلين, ان تعطي دفعة قوية للتأطير اللغوي والثقافي والديني لافراد الجالية على اختلاف اجيالهم .
ومن أهم التحديات التي يتعين على هذه المؤسسة رفعها تبسيط ورقمنة المساطر الادارية والقضائية التي تهم جاليتنا بالخارج , وكذلك الحرص ايضا كما جاء في خطاب جلالته السامي على فتح آفاق جديدة امام استثمارات جاليتنا داخل الوطن, ومساهمتهم في حجم الاستثمارات الوطنية الخاصة في حدود 10 بالمائة .
فألف شكر للقنصلية المغربية ببروكسل, وعلى رأسها معالي القنصل العام الدكتور حسن توري وأسرة الصرح القنصلي بجميع مكوناته , على الدور الكبير والمجهودات المتواصلة في رفع الحاجز بينهم وبين افراد جاليتنا , وتقديم كل التسهيلات والمساعدة في سياسة قرب الادارة للمواطن , زيادة على التعامل الاكاديمي والاحترام المتبادل.
حفظ الله مولانا امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وحفظه في ولي عهده الامير الجليل مولاي الحسن وسائر الاسرة الملكية الشريفة انه سميع مجيب وبالاجابة جدير.