يأتي انعقاد جلسات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة خلال الأسبوع المقبل، في سياق وطني ودولي استثنائين. فعلى المستوى الوطني ما تشهده بلادنا من احتقان اجتماعي بين الحكومة ورجال ونساء التعليم، وخرجات الامين العام لحزب البام غير الموفقة، ووضع اجتماعي واقتصادي صعبين. أما دوليا، فيتعلق باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتعقيد المواجهات بين حماس واسرائيل وتداعياتها الخطيرة على منطقة الشرق الاوسط.
فاعلان حزب “البام” يوم أمس عن انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس، يوم الأربعاء المقبل جاء وسط ترقب كبير بين قادة الحزب حول من سيخلف الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي خلال المؤتمر المقرر إجراؤه في بداية السنة المقبلة من جهة، وقرار رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري من جهة أخرى.
ووفق معطيات حصلت عليها “المستقل”، فوهبي الذي يواصل ترديد تصريحاته الاستفزازية ضد بعض الفئات من المجتمع بمن فيهم الأساتذة، على يقين بأن فاطمة الزهراء المنصوري محدد رئيسي في المؤتمر المقبل، وأنها تملك مفاتيح تعيين من تريد على رأس حزب “البام”، بمن فيهم الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي.
غير أن الباميون اليوم متخوفون من بقاء عبد اللطيف وهبي على رأس الحزب بسبب عثراته المتكررة وفشله الذريع في الحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه، ضعفه في تدبير وزارة العدل والحريات وما خلفته فضيحة امتحان المحاماة من سجال، وتهديده للشغيلة التعليمية وفشل تدبيره أيضا لجماعة تارودانت، حيث سيستغل خصوم الحزب فشل وأخطاء وهبي المتكررة لإحراج الحزب في الانتخابات المقبلة مع بداية العد العكسي لنهاية الولاية الانتدابية الحالية.
وحسب المراقبين، فحزب الاصالة والمعاصرة يمر اليوم بوضعية صعبة وحرجة للغاية بسبب خرجات وهبي وقرارته غير المحسوبة التي أدت الى إحراج الحزب حتى داخل الاغلبية الحكومية.
حزب “البام” أسسه مقرب من القصر، ودبر شؤونه امناء حكماء، يمر في عهد عبد اللطيف وهبي بمخاض عسير قد تكون لها عواقب على مستقبله، خصوصا ونحن علي ابواب السنة الرابعة من عمر الولاية الحكومية، لذى من المنتظر ان يحسم المؤتمر المقبل في اختيار امين عام قادر ان يذهب بالحزب نحو الانتخابات المقبلة باقل الاضرار في وقت فقدت فيه الاحزاب السياسة الكثير من المصداقية عند المواطن خاصة حزب الاحرار والاستقلال.
يوجد حزب الاصالة والمعاصرة مع استعداده لمؤتمره الوطني المقبل في مفترق الطرق.. وحائر في الاختيار بين ”شعبوية” وهبي و”براكماتية” المنصوري.
المستقل