الدكتور زكرياء بوسحاب
باحث في الدبلوماسية الدينية والفكر الصوفي المغربي
بتاريخ [11/01/2025] شاركت في ندوة علمية بمعهد القاضي عياض للتعليم العتيق نظمت تحت إشراف المجلس العلمي المحلي لمراكش بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بمراكش، بمداخلة تحت عنوان: “مركزية المدارس العتيقة بالمغرب في حماية الهوية الوطنية وتعزيز الأمن الروحي”، حيث تناولت في مداخلتي دور المدارس العتيقة في حماية الهوية الدينية والوطنية من خلال أربعة محاور رئيسة:
1. المفهوم والتاريخ
2. دور المدارس العتيقة في حماية الهوية الوطنية
3. دور المدارس العتيقة في تعزيز الأمن الروحي
4. بعض التحديات التي تواجه المدارس العتيقة
المحور الأول: المفهوم والتاريخ
بدأت مداخلتي بتقديم أوضحت فيه أهمية المدارس العتيقة بالمغرب لأتطرق بعد ذلك إلى تعريف المدرسة العتيقة وتاريخها مستحضرا مانص عليه علماؤنا المغاربة في مؤلفاتهم مع الإشارة إلى العلوم التي كانت تُدرس فيها مثل الفقه، والنحو والمنطق والبلاغة والأصول والحديث، التفسير، والفلك وغيرها. تناولت تاريخ هذه المدارس، مشيرًا إلى أنها كانت مراكز إشعاع علمي وديني في مختلف مناطق المغرب، واحتفظت بمكانتها في تنشئة الأجيال على القيم الإسلامية الراسخة والدفاع عن الوطن ومقدساته مما ضمن الاستقرار الروحي والاجتماعي لهذا البلد الأمين. كما تطرقت إلى دور هذه المدارس في حفظ التراث العلمي ، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية.
المحور الثاني: دور المدارس العتيقة في حماية الهوية الوطنية
تناولت في هذا المحور دور المدارس العتيقة في الحفاظ على الهوية الوطنية المغربية من خلال التمسك بالثوابت الدينية والوطنية التي تربى عليها المغاربة جيلا بعد جيل، كما أكدت على أن المدارس العتيقة ساهمت بشكل كبير في ترسيخ الهوية المغربية ، والتي تتمثل في الولاء للوطن وإمارة المؤمنين والتمسك بالقيم الدينية وماجرى به العمل، وقد كانت هذه المدارس ولا تزال بمثابة حصن يحمي المجتمع من التحديات الخارجية والداخلية، حيث تركز على التعليم العتيق الذي يربط الأجيال الصاعدة بتاريخهم العريق وثقافتهم الأصيلة، كما أدت أدوارا ريادية في نشر القيم الوطنية مثل التضامن والوسطية والاعتدال و الاحترام المتبادل، وإصلاح ذات البين، مما جعلها حجر الزاوية في بناء المجتمع المغربي .
المحور الثالث: دور المدارس العتيقة في تعزيز الأمن الروحي
في هذا المحور، تناولت دور المدارس العتيقة في تعزيز الأمن الروحي للمجتمع المغربي، حيث أوضحت أن هذه المدارس لم تقتصر مهمتها على تدريس العلوم الشرعية فحسب، بل كانت منهلا عذبا وعاملا مهما في تعزيز القيم الروحية التي تسهم في استقرار المجتمع، كما ساهمت المدارس العتيقة في مكافحة التطرف والفكر المتشدد من خلال نشر الاعتدال والتسامح الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف،
المحور الرابع: بعض التحديات التي تواجه المدارس العتيقة
رغم الدور الكبير الذي قامت به المدارس العتيقة في حماية الهوية الوطنية وتعزيز الأمن الروحي، فإنها اليوم تواجه بعض التحديات. من أهمها التحديث والعصرنة، حيث تواجه المدارس العتيقة إلى حد ما صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية والتعليمية الحديثة إن على مستوى استثمارها أو تمنيع الطلبة من مخاطرها وسوء استعمالها .
وفي ختام مداخلتي، أكدت على أهمية المدارس العتيقة في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الأمن الروحي بالمغرب، مع الإشارة إلى ضرورة تطوير ها بما يتناسب مع مسجدات العصر، وأن تحقيق هذا الهدف مسؤوليتنا جميعاً لضمان استدامة هذا الاختيار المغربي الأصيل في التربية والتعليم الذي يمثل جزءا مهماً من تاريخ الأمة المغربية وهويتها ، ويحظى بعناية خاصة من مولانا أمير المؤمنين أدام الله عزه ونصره