شهدت الحكومة المغربية، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “غوشن هاي تيك” لتطوير أول مصنع لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا، إذ تستقطب جهود البلاد لتعزيز مشروعات الطاقة المتجددة الضخمة والاستفادة من الإمكانات والثروات الطبيعية والاستثمارات من مختلف أنحاء العالم.
ويستهدف التعاون بين المغرب والمجموعة الصينية الأوروبية تعزيز التعاون في قطاع الطاقة المتجددة، والاستفادة منها في إنتاج السيارات الكهربائية، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء المغربية.
وجاء حفل توقيع تدشين أول مصنع لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا، على هامش معرض “جيتكس أفريقيا” بالمغرب، بحضور رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، والمدير العام لشركة “غوشن هاي تيك”، لي زهن.
ووقع اختيار الشركة الصينية على المغرب، بصفته رائدًا في صناعة السيارات بأفريقيا، إذ يستهدف ضخ استثمارات بقيمة تصل إلى مليون دولار، لتطوير تقنيات صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وفق تصريحات وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي العام الماضي (2022)، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
الإشادة بدور المغرب
بناءً على المذكرة التي وقّعها الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، والمدير العام لمجموعة غوشن هاي تيك، لي زهن، ستُسهم في تعزيز الانتقال من مصادر الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة والخالية من الكربون في المغرب.
وبدوره، أشاد المدير العام لمجموعة غوشن هاي تيك، لي زهن، برؤية ملك المغرب محمد السادس لقطاع الطاقة المتجددة، التي تمثّل عماد الإستراتيجية الطاقية للبلاد.
وأضاف أن تنفيذ أول مصنع لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا بالمغرب يستهدف إرساء منظومة صناعة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتخزين الكهرباء، موضحًا أن المشروع هو نتيجة للعمل الدؤوب بين الفرق الصينية والمغربية.
شعار شركة غوشن هاي تيك – الصورة من موقع إنرجي ستوريدج نيوز
وقال المدير العام لمجموعة غوشن هاي تيك، لي زهن، إن الجهود التي يبذلها المغرب تتجلى في تعزيز التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقات النظيفة والخالية من الكربون.
وأوضح أنها تتمحور حول تعزيز استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع بحث أفضل السبل لتخزين الكهرباء.
وأعرب عن استعداد مجموعة غوشن هاي تيك لدعم قطاع الطاقة المتجددة في المغرب، مشيرًا إلى امتلاك المغرب إمكانات وموارد مهمة بالقطاع التي يتعيّن رصدها وحسن تخزينها.
بالإضافة إلى ذلك، أشاد زهن بمناخ العمل الآمن للمستثمرين في المغرب، موضحًا أن تطوير أول مصنع لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا الهدف منه هو توفير الإنتاج والتصدير عالميًا.
إنتاج السيارات
يتمتع المغرب بمكانة فريدة على الصعيد القاري في إنتاج السيارات، إذ ساعدت العديد من العوامل على جذب أنظار شركات صناعة السيارات الكهربائية.
أول هذه العوامل يتمثل في الثروة المعدنية، إذ يحتضن المغرب العديد من المعادن المهمة لصناعة السيارات الكهربائية، إذ يأتي في المرتبة الثانية في إنتاج معدن الفوسفات عالميًا بعد الصين، إلى جانب امتلاك البلاد الرصاص والزنك والنحاس.
بالإضافة إلى ذلك، يولي المغرب اهتمامًا خاصًا بالطاقة المتجددة، وهو يمثّل عامل جذب لاستثمار الشركات المتخصصة في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية.
فقد ارتفعت حصة الطاقة المتجددة إلى 38% من القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء في البلاد بنهاية عام 2022، ليبلغ إنتاجها 4.03 ألف ميغاواط.
كما استطاع المغرب ترسيخ مكانته في قطاع السيارات، ليصبح أكبر منتج للسيارات في القارة السمراء.
وتنتج البلاد قرابة 700 ألف سيارة سنويًا، وتستهدف زيادة الإنتاج إلى مليون سيارة خلال 3 سنوات، ومليوني سيارة خلال السنوات الـ8 المقبلة.