يتجه المغرب وتركيا نحو شراكة استراتيجية وتعاون عسكري، حيث تراهن الرباط على تقوية قدراتها الحربية عبر الاعتماد على شركاء جدد من بينهم تركيا، فالمملكة استقبلت مؤخرا وفداً من شركة “أسيلسان” التركية الرائدة في مجال الدفاع، وذلك لمناقشة سبل التعاون في إنتاج الأسلحة محلياً وتطوير تقنيات الدفاع.
وركز التعاون على أنظمة الإلكترونيات، والحلول الذكية، والمنصات الجوية غير المأهولة، مما سيفتح آفاقاً جديدة لتوظيف الكفاءات التقنية المغربية. ويكثف المغرب وتركيا محادثاتهما لاقتناء نظام جديد لإدارة العمليات القتالية، يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية البحرية للمغرب.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الشركة التركية “أسيلسان” حصلت على عقد بقيمة 50.7 مليون دولار لتزويد القوات المسلحة الملكية المغربية بنظام “كورال” للحرب الإلكترونية.
وتأتي هذه الصفقات في إطار الجهود المغربية لتعزيز قدراته العسكرية باستخدام التقنيات المتقدمة التي توفرها تركيا.
ومع تنفيذ هذه الاتفاقيات، يتوقع أن يصبح المغرب لاعباً أقوى على الساحة الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة. كما أن هذا التعاون سيسهم في نقل الخبرات التقنية إلى الكفاءات المحلية، مما يعزز من قدرات الصناعة الدفاعية الوطنية.
في السياق، أكد السفير التركي لدى المغرب إلكر كليتش أن الوفد التقى مسؤولين في إدارة الدفاع الوطني والقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية لاكتشاف فرص التعاون في مجالات تصنيع الأسلحة وتكنولوجيا الدفاع.
واستقبل لاحقا السفير التركي بالرباط الوفد برئاسة إرهان أولجون، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا. وتعتبر شركة “أسيلسان” من بين أكبر 50 شركة دفاعية في العالم وتلعب دورا رائدا في تطوير وتصنيع أنظمة الدفاع الداعمة للقوات المسلحة التركية.
وبات المغرب في السنوات الأخيرة زبونا مفضلا للصناعات الدفاعية التركية، حيث زوّد قواته الجوية بمسيَّرات بيرقدار تي بي 2، وفق عقد مع شركة “بايكار” التركية بقيمة 70 مليون دولار من أجل التزود بـ13 طائرة من هذا الطراز، كما أبدى في أكثر من مناسبة اهتمامه بمختلف الأسلحة التركية الأخرى، في وقت أطلقت فيه المملكة برنامجا لتحديث وتعزيز تسليح جيشها، وضاعفت لذلك الميزانية المرصودة لهذا النوع من النفقات.