الدكتور عبد الله بوصوف
يقال ان المناسبة شرط..و الاحتفال بمرور 25 سنة على تربع الملك محمد السادس على عرش البلاد..ليست بالمناسبة العادية كما ان الملك محمد السادس ليس بالشخصية العادية..
ربع قرن من الشغف و العمل بكل تفاني لصالح المواطنين المغاربة الذين وصفهم في أول خطاب العرش في 30 يوليوز من سنة 1999..” كل المغاربة هم اخوة من رحم واحد و أبناء بررة متساوون تشدهم إلينا روابط التعلق و الولاء…”
لقد رسم معالم العهد الجديد في أول خطب العرش و ثورة الملك و الشعب و افتتاح البرلمان و ذكرى المسيرة الخضراء و امام رجال السلطة و المنتخببن بالدار البيضاء…سنة 1999..كما انتج مصطلاحات جديدة….فهو الموجه و المرشد و الناصح الأمين و الحكم الذي يعلو فوق كل انتماء حزبي أو نقابي أو سياسي… و اختار المغرب و مصالح المواطنين كحزبه الوحيد..إنطلاقا من مفهوم المسؤولية العظمى و الأمانة العظمى… و ميثاق البيعة الشرعية ماداً يده منذ اليوم الأول لشعبه الوفي قائلا ” مما يقوي فينا العزم على مواصلة البناء يدا في يد و في تلاحم بيني و بينك سيبلوره العمل المشترك الذي سنحقق به جليل الأهداف و ما تتطلع إليه من كبير الآمال…”
وهي المقاربة التشاركية التي انعشها المفهوم الجديد للسلطة و ثورات هادئة في الممارسة الديمقراطية و الانفراج الحقوقي و الاجتماعي و المصالحة الوطنية و تحديد الصحراء المغربية كأولوية وطنية يليها ملف التربية و التعليم ثم ملفات محاربة البطالة و قضايا مغاربة العالم و الجهوية و الاستثمار…و غيرها…
فطيلة ربع قرن من برامج العمل و البناء و الاصلاح و التجديد..حرص رئيس الدولة المغربية على إحترام خصوصية الشخصية المغربية و التقاليد العريقة..لذلك فقد كان يحرص على التذكير بأدواره الدستورية و الشرعية كأمير المؤمنين…و بالمعادلة الملكية أي” أصالة متجددة و معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسـة…”…
لا ينكر إلا جاحد و لئيم..الوجه المشرق للمغرب و بصمات الرؤية الملكية المتبصرة في ميادين عديدة جعلت من المواطن المغربي هو مركز كل الإصلاحات و الاستراتيجيات سواء في برامج التغطية الصحية أو التعليم أو الشغل و الاستثمارات…صحيح أن المغرب تعرض لاحداث فرملت من سرعة تطوره و نموه كالضربات الارهابية و موجات الجفاف و تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية و الربيع العربي و الكوفيد…خرج منها المغرب منتصرا بفضل عبقرية و بصيرة الملك محمد السادس و التلاحم بين العرش والشعب…و بفضل نوع العلاقة التي نسجها الملك محمد السادس مع شعبه منذ اليوم الأول..و طيلة ربع قرن ، فقد كان الأخ الأكبر و كبير العائلة الذي ينتظره المغاربة في الطرقات للسلام عليه سواء داخل الوطن أو خارجه…
كما أنه رسم صورة ” الملك الإنسان ” في المخيال المغربي..إذ نزع بكل تواضع الملوك عن شخصه “القداسة ” و حرص على إشراك الشعب في حالته الصحية فشاهده افراد الشعب بعكاز صحي و محاطا باسرته حول سرير طبي و أعلن الديوان الملكي عن إجرائه عملية كبيرة على القلب في زمن الكوفيد…
الملك الإنسان لم يتأخر أبدا عن تقديم التعازي و المساعدة لضحايا الإرهاب و الفيضانات و زلزال الحوز و لأسرة الطفل ريان…كان دائم الحضور وسط أفراد شعبه الذين بادلوه الاحترام والتقدير و الولاء و الإخلاص للبيعة الشرعية…
أعتقد أن الإحتفال بمرور ربع قرن من حكم الملك محمد السادس…هو احتفال بصفحات مضيئة للعهد الجديد و بثورات هادئة قادها بكل عزم…من أجل تحقيق معادلات الدولة الاجتماعية و من أجل التنمية المجالية و من أجل تحقيق شروط كرامة المواطن و أمنه…
لذلك فقد عشنا برامج و ميثاقات خاصة بالتربية و التعليم و حقوق الانسان و الحريات العامة و الإعلام و أخلاقيات المهنة و خلق تعاضدات اجتماعية جديدة و مؤسسات حكامة دستورية و أخرى قانونية في مجالات الامازيغية و حقوق الانسان و الاسرة و الشباب و الاعلام و مجلس الجاليةو المنافسة و الوسيط و المجلس الاقتصادي و الاجتماعي…..و عشنا إصدار مدونة جديدة للأسرة سنة 2003 و مراجعتها
بعد عشرين سنة…عشنا أيضا تقرير الخمسينية و مسلسل الانصاف و المصالحة و مخاضات النموذج التنموي الجديد…و ضربات الارهاب و برامج المراجعة…و عشنا انتصارات مبادرة الحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية المغربية…و عشنا انتصارات مونديال قطر و فرحة إعلان التنظيم المشترك لمونديال 2030…
هذه حقائق واقعية و ليست من افلام الخيال العلمي او من انجاز تطبيقات الذكاء الاصطناعي…هذه إنجازات الذكاء الحقيقي للملك محمد السادس..إنجازات حقيقية و ليست افتراضية و على أرض الواقع و ليست بنوايا حسنة…
إنجازات ربع قرن من الجدية و الشغف لخدمة الوطن و المواطنين..تدفع المغاربة الأحرار أنما كانوا بالافتخار بالانتماء لهذا الوطن ، و بالافتخار بملك و بأخ أكبر و بكبير العائلة…يتطلع للافضل و وعدنا أنه بتلاحمنا ملكا و شعبا سنحقق جليل الأهداف و كثير الآمال…