كرّس الرئيس التركي جزءً كبيراً من جهوده لحملة الانتخابات البلدية على أمل استعادة اسطنبول، وهو أمر لم يتحقق في نهاية المطاف، ما دفع الناخبين لربط إخفاقات الحزب الحاكم بأردوغان نفسه
احتفل معارضو رجب طيب أردوغان بالهزيمة التي مُني بها في الانتخابات البلدية الأحد وكأنهم أطاحوا به، إلا أنه ما زال أمام الرئيس التركي أربع سنوات في الحكم.
شكّلت الانتخابات الأخيرة انتكاسة نادرة بالنسبة لأردوغان (70 عاماً) الذي يتولى السلطة منذ 21 عاماً وأعيد انتخابه في مايو الماضي مع 52% من الأصوات، وإن كان ذلك تم بعدما اضطر لأول مرة لخوض جولة ثانية.
كرّس الرئيس التركي جزءً كبيراً من جهوده لحملة الانتخابات البلدية على أمل استعادة اسطنبول، وهو أمر لم يتحقق في نهاية المطاف، ما دفع الناخبين لربط إخفاقات الحزب الحاكم بأردوغان نفسه.
لم يعد حزب العدالة والتنمية المحافظ يسيطر على أي من كبرى المدن التركية، بل خسر محافظات وبلديات كان يعتبرها معاقل منيعة في الماضي لصالح حزب الشعب الجمهوري العلماني (يسار وسط).
لكن الخبير في العلوم السياسية لدى جامعة أكسفورد ديميتار بيشيف يرى أن أردوغان “سيتمكّن من التأقلم (مع الوضع)، باعتباره سياسياً محنّكاً”، مشيراً إلى أن “التعايش مع رؤساء البلديات هو أمر تم اختباره بالفعل”.
وتوقّع بعض المراقبين قبل الأوان هزيمته السياسية عندما خسر حزب العدالة والتنمية رئاسة بلديتي اسطنبول وأنقرة في 2019.
وقال أردوغان نفسه مساء الأحد “سنتعاون مع رؤساء البلديات الذين فازوا”، داعياً معسكره إلى ممارسة “النقد الذاتي”.
فاجأ خطاب الرئيس الهادئ أمام حشد من أنصاره الذين شعروا بالصدمة، المراقبين، إذ تقبّل بشكل مباشر صعود المعارضة، واصفاً الأمر بأنه “نقطة تحوّل” بالنسبة للعدالة والتنمية.
وقلل لاحقاً من أهمية التكهّنات بشأن إمكان توجيهه دعوة إلى انتخابات مبكرة من أجل التمسك بولايته الرئاسية لفترة أطول بقليل.
وقال: “أمام تركيا كنز يمتد لأكثر من أربع سنوات. لا يمكننا إضاعة هذه الفترة بالنقاشات التي ستهدر وقت الأمة والبلاد”.