تنطلق اليوم بمدينة أكادير احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة “إيض ن إيناير 2975″، والتي ستستمر حتى الجمعة 17 يناير. تتسم هذه الاحتفالات بأجواء مميزة تجمع بين التراث الأصيل والثقافة والفن.
تنظم هذه الفعاليات بشراكة بين جماعة أكادير، جهة سوس-ماسة، المجلس الجهوي للسياحة، الوكالة الوطنية لتنمية شجرة الأركان ومناطق الواحات، وجمعية مهرجان تيميتار. وتأتي هذه التظاهرة في سياق الاحتفاء بالقرار الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس، الذي نص على جعل فاتح السنة الأمازيغية، 14 يناير من كل عام، عطلة رسمية وطنية، مما يعزز مكانة الثقافة الأمازيغية كركيزة أساسية في الهوية المغربية.
تميز النسخة الحالية ببرنامج متنوع يغطي 12 موقعاً في أنحاء المدينة، من بينها الساحات العامة، الحدائق، كورنيش أنزا، وكورنيش أكادير. وتشمل الأنشطة فعاليات ثقافية وفنية، منها معارض للحرف اليدوية والمنتجات المحلية التي تعكس إبداعات الحرفيين، ومعرض للصور يبرز تنوع وغنى الموروث الأمازيغي. كما ستشهد الفعاليات ندوات فكرية تناقش مواضيع مثل “الأمازيغية على ضوء إحصاء 2024” و”الدراما والإنتاج التلفزي الأمازيغي”، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين.
على الجانب الفني، ينتظر الجمهور سهرات كبرى تُقام في تكيوين، ساحة الأمل، وقصبة أكادير أوفلا، بمشاركة ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية، بالإضافة إلى عروض فنون الروايس وأحواش. كما سيتم عرض فيلم “موغا يوشكاد” في مناطق أنزا، تلبرجت، وبنسركاو، ضمن برنامج السينما الأمازيغية.
وتسعى المدينة لتعزيز تجربة الزوار من خلال توفير نقاط لتذوق الأطباق الأمازيغية التقليدية على امتداد الكورنيش، إلى جانب عرض “تنڭيفت” الذي يجسد طقوس العرس الأمازيغي الأصيل، بمصاحبة فرق فنية تراثية تمثل تنوع منطقة سوس ماسة.
وفي مبادرة مميزة، دعت جماعة أكادير سكان المدينة وزوارها إلى المشاركة في الاحتفالات بليلة رأس السنة الأمازيغية، يوم الاثنين 13 يناير، من خلال ارتداء الزي الأمازيغي الذي يعكس أصالة التراث وثقافته العريقة. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الشعور بالانتماء وإحياء التقاليد الراسخة.
من خلال هذه التظاهرة، تسعى أكادير إلى ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية وثقافية بارزة على المستويين الوطني والدولي، بما يتماشى مع رؤية جماعة المدينة لجعلها منارة للثقافة الأمازيغية وقبلة للزوار من مختلف أنحاء العالم.