الصحافي يوسف دانون
للاسف الشديد افتقدوا الرعاية الصحية والتكافل الاجتماعي , وأكل الدهر وشرب من صحتهم ليترك بصمة دامغة من الحزن والاكتئاب والاحساس بالظلم والوحدة , حيث رسمت التعابير على وجوههم الموزعة عبر دار المسنين او كما يلقب بسجن الوالدين , المستقرين عقليا ومعوقين حركيا ومكفوفين ومتعددي الاعاقة , يجتمعون تحت سقف واحد سقف دار العجزة , حيث المعاناة وقهر يدمي القلوب القاسية , تلك هي حالة نزلاء بعض المغاربة ببروكسل , الذين غمرتهم رحمة الغرباء والمحسنين وفاعلي الخير , وذلك في لمهم في بعض المؤسسات الانسانية, يتقاسمون الافراح والمواسم الدينية , مجتمعين بعيدا عن دفئ العائلة والابناء , وذاك لقسوة الزمن والاقرباء وجحودهم عليهم , بل لا مبالاة بعض الابناء الذين يرفضون زيارة ذويهم وشبه التبرئ منهم .
فالوقوف عند هذه الشريحة المغربية المنسية والتي تعاني في صمت رهيب داخل اسوار السجن الحر , هذه الشريحة التي تشتكي لبارئها والتي ثم نفيها من طرف فلذات اكبادهم القاسية قلوبهم , دون اعتبار من سهروا لاجلهم وتعبوا لاجل تربيتهم , منظر مؤلم عندما تدخل الى هذا الصرح الانساني والذي يخفي معالم من مآسي, آباء يجلسون على الكراسي وسكوت رهيب بينهم , اجسادهم موجودة واذهانهم شاردة خارج اسوار الدار , وجوههم شاحبة وعيونهم ممتلئة بالدموع والوحدة القاتلة .
الكل يعلم ان دفئ الاسرة لا يعوض , فلابد من الاهتمام بهؤلاء الناس الذين لاحول ولاقوة لهم , غدرهم الزمن القريب وتركهم للغريب , وختاما لهاته المعظلة فإن الاية الكريمة تغني عن كل كلام وتعبير (بسم الله الرحمان الرحيم ,
وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) صدق الله العظيم .