
مغرب العالم / يوسف دانون
في ليلة استثنائية من ليالي الإبداع والتراث، سطع نجم حفل فني كبير جمع بين الأصالة والحداثة، وبين الألحان الأندلسية وإيقاعات الدبكة اللبنانية، في لوحة فنية وإنسانية نادرة، كان فيها الطرب سيد الموقف، والوحدة العربية عنوانًا براقًا.
بداية الحفل كانت على نغمات الطرب الأندلسي الأصيل، حيث أبدعت مجموعة الطرب الأندلسي بقيادة جوهرة الإبداع التراثي، الفنان محمد البارودي، في تقديم وصلات موسيقية أطربت الحضور وأعادتهم إلى زمن الأندلس العريق.
ولم تتأخر مجموعة الدار الكبيرة للرقص الصحراوي في إشعال الخشبة بإطلالتها البهية، التي أضفت دفئًا خاصًا وجمالية مبهرة على الحفل.
وتألقت الديفا، الفنانة القديرة دليلا، كعادتها، بصوتها الدافئ وأدائها الذي شد القلوب وأبكى العيون، تلتها مشاركة ملك الإحساس، نجم الراي الشاب رامي لاباش، الذي أبهر الجمهور بأغانيه المليئة بالمشاعر والتجدد الفني.
وتواصل الإبداع مع القيصر حمودة خيري، الذي ألهب الحضور بكشكول شعبي متنوع، ترافق مع فيضان من التصفيق تجاوبًا مع أدائه الذي اتسم بالعفوية والطرب الأصيل.
وكان لـ مجموعة الدار الكبيرة للرقص الشعبي والركادة والسوسية حضور خاص، زينت الخشبة بحركاتها الفنية المتناسقة، وعكست روح الأرض والتراث المحلي.
الحفل، الذي قدمت فقراته في جزئه الأول الإعلامية والصحافية فاطمة الزهراء اروهالن، تميز بأسلوب تقديم كسر النمطية وأضفى جوًا من الألفة والانسجام بين الجمهور والفنانين.
أما الجزء الثاني من الحفل، فقد حمل نكهة لبنانية خاصة، حيث التقى الحضور مع وردة لبنان، الفنانة نانسي نصر الله، التي أطربت الآذان بصوتها المعبر، ترافقها فرقة الدبكة اللبنانية التي منحت الحفل طابعًا احتفاليًا مميزًا.
ولم تغب الجالية اللبنانية والسورية عن المشهد، حيث كان تفاعلها لافتًا مع أداء الفنان صبحي توفيق، الذي قدم لوحات فنية لامست الوجدان.
وقد تولت تقديم هذا الجزء السيدة هند .

هذا الحفل، الذي كان لبنان ضيف شرفه، لم يكن مجرد تظاهرة فنية، بل رسالة واضحة للتلاحم العربي والتواصل الثقافي، في نسخته الأولى التي نُظمت بكل احترافية وحرص على الجودة الفنية.
الشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه الملحمة العربية، خاصة الشاف ياسين، رجل المواقف الصعبة، الذي أبدع في توفير أطباق لذيذة عبر “مأكولات تيمو”، التي استمتع بها الحضور الكريم.
كما نوجه شكرًا خاصًا لـ جمعية المنظمة، وللسيدة لبنى الناولي والسيد عبدو، على جديتهما واحترافيتهما في إدارة وتنظيم هذا الحدث.
مسك الختام، أن هذا الحفل لم يكن فقط عرضًا فنيًا، بل حدثًا إنسانيًا بامتياز، نُفذ بروح المحبة والعطاء، فكانت انطلاقته فاتحة خير لمزيد من اللقاءات العربية الثقافية القادمة.
مسيرة موفقة ومليئة بالعطاء… وللثقافة العربية ألف تحية.