
إننا في منتدى المهاجر بإيطاليا، ندين بأشد العبارات وأقسى كلمات الاستنكار زيارة وفد “أئمة مسلمي أوروبا” إلى الكيان الصهيوني الغاصب، في خطوة مشينة لا تمثل إلا أصحابها، وتكشف عن سقوط أخلاقي مدوٍّ وخيانة واضحة لقضية الأمة الأولى، قضية فلسطين.
إن زيارة هؤلاء الذين يزعمون تمثيل الإسلام والمسلمين، إلى أرض مغتصبة تُسفك فيها دماء الأبرياء صباح مساء، وتشرد فيها العائلات، وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ليست سوى اصطفاف مخزٍ إلى جانب المحتل، وتطبيع مرفوض جملة وتفصيلاً، وخيانة للأقصى المبارك الذي يئن تحت وطأة الاقتحامات والاعتداءات اليومية.
إننا نؤكد أن هذه الزيارة لا تمت للإسلام ولا للمسلمين بصلة، وأن دماء أطفال غزة وأشلاء شهداء فلسطين أقدس وأطهر من أن تلوَّث بمصافحات مع قادة الاحتلال الذين يمعنون في قتل الأبرياء وتهجير أصحاب الأرض.
وإننا في منتدى المهاجر بإيطاليا، إذ نُحيي مواقف المؤسسات الإسلامية والعلماء والدعاة الأحرار في أوروبا والعالم الإسلامي الذين عبّروا من خلال بياناتهم ومواقفهم عن إدانة واضحة للعدوان الصهيوني والإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا في غزة وفلسطين، نطالبهم أيضا بإعلان البراءة من هذه الخطوة المخزية، وفضح هذه الممارسات الرخيصة، وحث الشعوب على التمسك بخيار المقاطعة ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم.
إن الوفاء لفلسطين ليس شعاراً يرفع في المناسبات، بل التزامٌ بموقف صادق، ومناصرةٌ دائمة للمظلوم، ورفضٌ واضح للمحتل مهما تلونت أوجه التطبيع وخدع المطبِّعين أنفسهم ومن حولهم.
ختاماً، نعلن أننا براء من هذه الزيارة المشؤومة، ونحذر هؤلاء وأمثالهم من غضب الشعوب والأمة، ومن لعنة التاريخ، ومن وقوفهم بين يدي الله يوم القيامة ليُسألوا عن تضييع الأمانة وخيانة قضايا الأمة.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أمين بوشعيب رئيس منتدى المهاجر بإيطاليا