
مغرب العالم/ يوسف دانون
في زمن غابت فيه المعايير، واهتزّت فيه القيم، أصبح تطبيق “تيك توك” مرتعًا للفوضى الأخلاقية، ومسرحًا لظواهر شاذّة مثل العادة السرية تمارس باسم الدين تارة، وباسم حرية التعبير تارة أخرى من طرف بطلنا الفقيه ، الأسوأ من ذلك، أن بعض من يُفترض فيهم حمل مشعل الهداية، أي من يسمّون أنفسهم “فقهاء”، صاروا نجومًا في هذه المنصة، لا لتبليغ العلم، بل للعبث بوعي الناس، والمتاجرة بعقيدتهم، والإساءة الصريحة لصورة الإسلام والمغاربة على السواء زيادة على العاداة الخبيثة مثل العادة السرية التي يقترفها بطلنا الفقية المحترم رضا ليون الذي اصبح حذيث الساعة ،كيف يمكن أن نفهم أن تصبح مهنة الفقيه ملجأً لمن لا مهنة له؟ كيف يُعقل أن يتحول رجل الدين إلى “مؤثر تيك توكي”، لا فرق بينه وبين من يرقص من أجل “اللايكات”، سوى أنه يضع عمامة على رأسه؟ وأين هي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من هذا العبث؟ هل ترضى بأن يُدنَّس محراب العلم والفتوى من طرف أدعياء يدّعون تمثيل الإسلام، والإسلام منهم براء؟
المرأة المغربية، التي ناضلت لعقود من أجل حقوقها، والتي رفع من شأنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطبه وقراراته، تُهان اليوم في عقر دارها، ليس من طرف الجهلاء فقط، بل من طرف من يختبئون خلف آيات القرآن وأحاديث النبي، في محاولة يائسة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء. هؤلاء الرعاع، الذين وجدوا في “الترند” وسيلة للسلطة والشهرة، لا يترددون في شن حملات تشويه ممنهجة ضد كل امرأة حرة، مستقلة، فاعلة في مجتمعها.
لكن المرأة المغربية ليست وحدها. صوت المناضلات لا يُسكت. وها هي السيدة شيماء، نموذجًا للمغربية الحرة، تقف بشجاعة أمام هذا الطوفان الرجعي، لتقول “كفى!”. لا للدين المغشوش، لا للخطاب الذكوري المقنع بنصوص دينية مغلوطة، لا لتكميم أفواه النساء باسم الشرف والدين.
الذي يجب أن يُحاسَب اليوم ليس المرأة التي تعبر عن رأيها، أو التي ترتدي ما تشاء، بل من يتاجر بعقيدة الأمة، ويصنع الفتنة، ويهين كرامة المرأة باسم الفضيلة.
إننا نطالب وزارة الأوقاف بالتدخل العاجل والحازم لتنقية الحقل الديني من المتسلقين والانتهازيين. ونطالب السلطات القضائية بوضع حد لمن يستخدم “تيك توك” وغيره لبث الكراهية، والتحريض على التمييز ضد المرأة.
كفى نفاقًا. كفى استهتارًا. كفى تطاولًا على ديننا الحنيف، الذي جاء رحمة وعدلاً، لا سيفًا مسلطًا على رقاب النساء .