بقلم : ذ. حسن شاكر
لاشك أن حديث مجموع الجاليات المغربية بالخارج بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في 6 نوفمبر 2024…هو عبارة عن تبادل البشائر خاصة بعد الإشادة الملكية الجديدة بمساهمة الجالية القوية ليس فقط في أنشطة التضامن و التنمية بل و في الدفاع عن المقدسات الوطنية والترابية..
لقد ضخت كلمات الخطاب الملكي جرعة كبيرة من الأمل و القوة في شرايين ملايين المهاجرين…
فبعد خطابات سنة 2005 و 2006 و 2011 و 2015 و الخاص بالإدارة المغربية بالخارج اي القنصليات وخطاب ثورة الملك والشعب لسنة 2022 و الخاص باعادة النظر في الاطار المؤسساتي لكل الجهات المعنية دبملف قضايا الجالية…هاهو خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2024 يضع لبنة أخرى من أجل تسهيل حياة المهاجرين بالخارج و التعجيل بحل مشاكلهم داخل المغرب…
أعتقد أن الهندسة الجديدة أو التحول الجدري الذي تحدث عنه الخطاب الملكي سيكون أكثر فعالية و أكثر نجاعة و بإمكانها تجاوز كل الاعطاب القديمة في عمليات تقديم الاقتراحات و كذا تنفيذها…إذ لم تكن تلك الاعطاب سرا و جزء كبير منها تحدث عنه تقرير سابق للمجلس الأعلى للحسابات خاصة في مجال العرض الثقافي و الديني للجالية…
لذلك فضرورة إحداث ” المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم ” كهيئة جديدة تختص بتنفيذ السياسات العمومية في مجال الهجرة وغيرها من الاختصاصات التي جاءت في الخطاب الى جانب مجلس الجالية كخلية للتفكير و التأمل و تقديم الاقتراحات و الدراسات…من شأنها تقديم الاضافة اللازمة التي كانت تنقص مجلس الجالية كهيئة دستورية مستقلة أي عنصر المبادرة الى جانب عنصر الاقتراح و التنفيذ…
و كلنا يتذكر الزلزال الذي أحدثه خطاب 20غشت لسنة 2022 و تصريحات اللجنة الوزارية بخصوص الإجابة عن التساؤلات الملكية… مر الكثير من الوقت الى أن أعلن جلالة الملك بنفسه في خطاب المسيرة سنة 2024 عن تلك الإجابات و أولها إصدار قانون تنظيمي لمجلس الجالية…و أحداث هيئة جديدة اي المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم…و بذلك يصبح للجالية هيئة تفكر و تدرس و تقترح و أخرى تقوم بالتنفيذ و تسطير إجراءات بسيطة و مرنة في ملفات القضاء و الرقمنة و الاستثمار. ..لكن نفس الخطاب أصر على احترام التمثيلية الجديده للمجلس لمختلف مكونات الجالية على مستوى النوع و الكثافة و الكفاءة…وهو تذكير ملكي للقطع مع كل تعيين يخضع لطابع الانتماء الحزبي أو الفئوي و التسييس وحتى لا نقول “باك صاحبي “…
فمجالس الجاليات المغربية بالخارج يجب أن تمثل كل فسيفساء المغاربة بالمهجر…حتى لا نقف أمام مجالس تتكلم لغة واحدة و عقلية واحدة…نحتاج لمجالس تجمعنا و لا تفرقنا..لأن اللحظة التاريخية تفرض علينا المزيد من الحيطة و اليقظة لمواجهة كل اعداء الوحدة الوطنية و كل المرتزقة و الخونة بالخارج و كل العابثين بصورة المغرب و بمؤسساته بالمهجر…لا نريد أصوات نشاز أو تعيينات بمنطق الغنيمة الحزبية و السياسية في تمثيلية مجلس الجالية أو المؤسسة المحمدية..لأن الجالية تنتمي لحزب واحد و وحيد وهو حزب المغرب….