بعد مقاله المثير للجدل، تحت عنوان “كلنا إسرائيليون”، الذي نشره مع بداية العدوان الصهيوني على غزة المحاصرة، ووصف فيه حركة “حماس” بـ “الإرهابية”، وإسرائيل بـ “الأمة الديمقراطية”، عاد أحمد الشرعي مالك صحيفة “الأحداث المغربية” و”ميد راديو”، في مقال جديد يمتدح فيه هذه المرة السياسة الأمريكية ويصفها بأنها “منقذة العالم” من الإرهاب والإرهابيين.
وجاء في المقال الذي حمل اسم أحمد الشرعي، ونشر على موقع “ذي جيروزاليم ستراتيجيك تربيون”، الذي يمكله في أمريكا، إن على أمريكا أن تراجع سياستها تجاه إيران بالكامل، لأن نهجها الحالي المتمثل في المفاوضات حول سلاح إيران النووي، فشل وأصبحت بلا داع.
وأضاف الشرعي في المقال الذي حمل عنوان “ثمن العظمة تحمٌّل المسؤولية”، أن من نتائج السياسة الأمريكية تجاه إيران، التي وصفها بأنها “أكبر ممول للإرهاب في العالم منذ ثورتها عام 1979″، هو قيام “وكلائها بالهجوم، واحتجاز عشرات الرهائن الأمريكيين إلى جانب أكثر من 200 شخص من جنسيات أخرى”، في إشارة إلى عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي نصيحته لأمريكا قال الشرعي إن على واشنطن أن تنهي مثل هذا التعامل مع إيران فقد “ولى زمن مثل هذا التعامل مع إيران”، على حد تعبيره.
واقترح الشرعي زيادة تشديد العقوبات على إيران رغم أنها تعتبر “بالفعل واحدة من أكثر الدول الخاضعة للعقوبات على وجه الأرض من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الحليفة الأخرى”، كما قال في مقاله، إلا أنه دعا واشنطن إلى “فرض عقوبات “ذكية” جديدة على السفر الدولي للملالي وقيادة الحرس الثوري. ويجب إعادة فرض الضوابط على بيع احتياطيات النفط والغاز الإيرانية”.
وذهب كاتب المقال إلى حد تحريض أمريكا على ضرب إيران عندما كتب بأن الرد العسكري سيكون ضروريا، ومعه يجب على أمريكا “الحفاظ على مجموعات حاملات الطائرات الخاصة بها في المنطقة أو بالقرب منها في المستقبل المنظور”.
وفي نفس المقال اقترح الشرعي فرض عقوبات على قادة “حماس”، وعلى عائلاتهم وحرمانهم من السفر والمعونات الدولية لأنه “لم يعد من الممكن أن يُنظر إلى قادة حماس، إسماعيل هنية وخالد مشعل، كأبطال في العواصم العربية”، كما كتب الشرعي.
وحسب كاتب المقال فإن تحالف الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية يعتبر اليوم أكبر تحدي لزعامة أمريكا العالمية في “وقت تواجه فيه الديمقراطيات هجمات مستمرة ومنهجية من أولئك الذين يكرهون الحرية لأنها تهدد سلطتهم”.
وتساءل كاتب المقال “تخيلوا عالماً بلا قيادة أميركية. ولم تعد البحرية الأمريكية تحمي الشحن العالمي، مما يعني تضاعف النقص وارتفاع الأسعار. ومن دون الدولار الأمريكي كعملة احتياطية، يصعب مقارنة الأسعار عبر مجموعة كبيرة من العملات المحلية المتقلبة. وبدون القوة الأمريكية، تغزو الدول الكبرى جيرانها الأصغر، ويضرب الإرهابيون دون عقاب. وتموت الديمقراطية والتعاون..”.
وحذر كاتب المقال من “الحيوانات المفترسة الاستبدادية التي تلوح في الأفق وتتربص، وتضرب كما تشاء، في حين يُنظر إلى جميع البلدان الأخرى على أنها فريسة. ولإبعاد هذا الكابوس، يتعين على أميركا أن تستمر في الاضطلاع بدورها كزعيم عالمي لا غنى عنه”!.
أما بالنسبة للحرب في غزة فاقترح الشرعي، بعد انتهاء الحرب والقضاء على القدرات العسكرية لـ “حماس”، منح الشباب الفلسطيني مستقبلا أفضل، واستبدال الكراهية بالأمل في قلوب الفلسطينيين العاديين!
والطريق إلى ذلك كما كتب صاحب المقال يتمثل في “تشكيل سلطة فلسطينية جديدة متجددة في غزة بدعم من تحالف دولي تحت قيادة الولايات المتحدة لتوفير المساعدة والأمن والتدريب للشرطة الفلسطينية”، وبعد ذلك تهيئة “الظروف للتفاوض على سلام دائم”.
مواقع