بروكسل : ذ. يوسف دانون
لازالت الآفاق منيرة تتحقق من خلال التنمية المنشودة لشعوب المنطقة المغاربية, وتفتح جيلا آخر من التوقعات الايجابية , في المقابل ضياع فرص اخرى لاولئك الذين يعشقون السباحة في الماء العكر , رغبة منهم في تأجيج الفتن والمتاجرة بمستقبل شعوب المنطقة من اجل سراب وهمي .
بعد كأس العالم وبداية كأس افريقيا , وكذلك الاعترافات المتتالية لمغربية الصحراء , وسيادة المملكة المغربية الشريفة على أقاليمها الجنوبية العزيزة الغالية , وكذلك العلاقات الطبيعية مع عدد من الدول وخاصة اسرائيل , أفاض الكثير من المداد واخرج الكثير من العقليات المتعفنةلتعبر عن حقدها الدفين لمملكتنا الشريفة , بقصد او بدون ذلك , دفاعا عن اوهام يعيشها جنرالات جارة السوء وعلى رأسهم مول التبن , لخلق الفتنة بالمنطقة وشل عجلة التنمية وتضيبع فرص التكامل والاندماج , والبحث عن سبل العيش الكريم داخل اطار من الاحترام وحسن الجوار , مما يثير الشفقةعلى بعض اليساريين الراديكاليين الذين لم يدركوا بعد , ان يسار الحرب الباردة قد ولى ,وان جدار برلين قد أسقط, وعليهم الخروج من الكهف لمجاراة الواقع وفهم ما يجري على الساحة الوطنية والدولية , وان زمن الشعارات والايديولوجيات قد عفا عنه الزمن ولاح منطق الخيارات الاستراتيجية في الافق .
فمنطق المصلحة الوطنية ومنطق الارض ودماء الشهداء وصراع خمسة واربعين سنة من النضال , احتراما لجغرافية المكان وتاريخ الاجداد ومستقبل الاجيال .
لكن من شب على شيئ شاب عليه, فجارة السوء تلاحق كل ماهو مغربي , سواء كان سياسيا او رياضيا, فهي تحاول تلطيخ صورة المغرب ومنتخبه اينما حل وارتحل , رافعين راية فلسطين لجلب عطف الشعوب العربية ضد المغرب وشعبه , قمة الجهل والغباء السياسي , يتشبعون بالمنطق المأساوي الفكري , ويعيشون في جلباب الماضي زمن النفاق بأوجه عدة , حتى اصبحوا يحسبون انفسهم اصحاب الرأي والشأن , وان العالم لايخطوا الا بوجودهم ( القوة الضاربة ), نعم ضاربة في الجهل والتخلف,لإثبات وجودهم في وقت ضاع منهم كل شيئ , وما عادوا سوى احزاب كرثونية لاموقف مشرف لها , بل يتناقض افكارها بين كل مكوناتها السياسية .
وتبقى الصحافة المريضة لجارة السوء , تعيش ايديولوجيات متناقضة , شعارهم الكذب والبهتان ولديهم الاجوبة قبل الاسئلة , مبرمجين على وقائع ثم الاستعداد لها مسبقا بأحكام قيمة , وهو ما يتنافى مع مهنة الشرف ومهنة الدفاع عن الحق والحقوق والبحث عن الحقيقة , والتشبت بأعراف المهنة ,وهو ما غاب عن جارة السوء وصحفهم المشبوهة والموالية لجنرالات قصر المرادية, حيث اصبحوا بوقا للعسكر وبيادق في ايدي نظام عسكري يتلاشى يوما بعد يوم, في بلد فن الراي والطيش والتخلف .