أكد السفير والممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو، سمير الدهر، اليوم الثلاثاء بباريس، أن الاحتفال بالأسبوع الإفريقي في اليونسكو، والذي أضحى تقليدا متجذرا بقوة في جميع بلدان القارة وكذلك داخل منظمات الأمم المتحدة، يشكل فرصة لعرض التعددية والغنى الثقافي لإفريقيا، من خلال برنامج غني بالفعاليات والأنشطة.
وقال السيد الدهر، خلال مؤتمر صحفي مخصص لتقديم هذا الأسبوع، أن هذا الحدث الاستثنائي يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا (25 ماي) بكل القيم التي يحملها هذا الاحتفال لصالح التحرر والسلام والتكامل والتقارب بين الشعوب، ولكن أيضا من خلال تعزيز التعاون والتقدم والتنمية السوسيو-اقتصادية بالاعتماد على الثروات والإمكانات القوية القادرة على جعل القارة في مصاف الأمم الأكثر تقدما.
وأشار السفير، الذي يرأس اللجنة المنظمة لهذا الحدث، إلى أن هذا الأسبوع سيكون أيضا فرصة لإجراء مناقشات حول التحديات التي تواجه إفريقيا والفرص التي تطرح نفسها، مثل الابتكار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة والحفاظ على التقاليد والتراث الثقافي والبيئة والحفاظ على المحيطات.
وأكد الدبلوماسي المغربي، خلال هذا اللقاء مع وسائل الإعلام الذي شهد أيضا مشاركة رؤساء اللجان الفرعية للجنة المنظمة، أنه سيتم تسليط الضوء على هذه المواضيع وغيرها من أجل تعزيز التبادل والحوار بين الجهات الفاعلة الإفريقية والدولية واقتراح حلول مستدامة لقدرة القارة على الصمود.
وأضاف أن “إفريقيا، من خلال هذا الحدث، هي التي تقدم نفسها للعالم وتحتفل مع الآخرين وتوصل رسالتها إلى العالم، من خلال الثقافة” وانطلاقا من القيم التي توحد جميع أعضاء اليونسكو”، مشددا على ضرورة تعزيز القيم الإفريقية من خلال الثقافة لأن “الثقافة هي التي تجمعنا وتساعدنا على معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل والتحدث مع بعضنا البعض بشكل أفضل واحترام بعضنا البعض بشكل أفضل والمضي قدما معا”.
وتابع السيد الدهر بالقول: “هذه هي الرسالة التي نريد أن ننقلها خلال أسبوع إفريقيا هذا”.
من جانبه، أكد سفير رواندا ومندوبها الدائم ورئيس المجموعة الإفريقية في اليونسكو، على أهمية الموضوع الذي تم اختياره للاحتفال بهذه النسخة من الأسبوع الإفريقي وهو “التعليم: من أجل الابتكار والتنمية والثقافة في إفريقيا”، وهو في نظره ينسجم تماما مع أولويات الاتحاد الإفريقي وأولويات اليونسكو.
وأضاف أن هذه التيمة ترتكز بشكل كامل على تحديات وتطلعات المجتمعات الإفريقية وتعكس الالتزام الجماعي للدول الإفريقية بوضع التعليم في صلب التنمية المستدامة.
من جهته، أكد مدير قسم تنسيق الأولويات الخاصة بإفريقيا باليونسكو، محمد الفرنواني، أن الأسبوع الإفريقي أضحى حدثا أساسيا للمنظمة الأممية التي “تدعم بلا تحفظ” كل عام هذا الحدث الثقافي الكبير.
وأشار بهذه المناسبة إلى أن إفريقيا هي إحدى الأولويتين العالميتين لليونسكو، موضحا أن أولوية المنظمة لإفريقيا تنعكس في تنفيذ البرامج الرئيسية الخمسة للاستراتيجية التنفيذية في القارة.
ويتضمن برنامج هذه الفعالية معارض فنية وتاريخية وصناعة تقليدية ومعرضا للكتاب وورش عمل ومحاضرات ومناظرات مع الفنانين والخبراء وقادة الرأي، وعروض سينمائية وعروض موسيقية وفولكلورية.
وسيتمكن الجمهور من الاستمتاع بعروض الملابس التقليدية وتذوق المأكولات، وحضور المناقشات حول التحديات التي تواجهها إفريقيا.