بقلم: رضى البشيري/بروكسل
في زمن اختلطت فيه المفاهيم ، وصار الوطن سلعة تباع وتشترى على ارصفة المصالح، تخرج وبدون حياء بعد فضيحة هزت الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي ، سيدة منفصمة الشخصية وتدعي الوطنية، تتحدث بصوت مرتجف عن حب الارض والناس وانها غادرت بلجيكا من اجل انصافها، بينما يداها مغمورتان حتى المرفقين في اوحال الاستغلال والانتهازية ، زيادة على العدوان المتواصل على خلق الله وخاصة النساء المغربيات بالطعن في شرفهن.

تلك التي لا تخجل من تزييف الحقائق، تتقن دور الضحية بمهارة ممثلة بارعة رغم فضائحها المتزايدة والمتراكمة، تمشي بيننا وكأنها ملاك رحيم ،لكن من يعرفها عن قرب يدرك جيدا ان حديثها عن العدل والانصاف والدفاع عن الضعفاء، ليس سوى وسيلة لاعادة تدوير نفسها في سوق السياسةوالاعلام الرخيص، جل محيطها من النصابين تجار الكلام والمرتزقة الذين باعوا كل شيئ لقاء حفنة دراهم او منصب عابر ، ومع ذلك تتزين المجرمة النكراء بصور مع هؤلاء لتبدو وكأنها قريبة من الناس ، وانها الدرع المدافع عن مصالحهم ، بحجة انها رئيسة جمعية ، بينما الحقيقة انها لاترى في الضعفاء سوى سلالم لتصعد عليها كلما اهتز مركزها او شاخت صورتها في عيون الناس، كما وقع في آخر فيديو مسرب لها ، وهي تمارس العادة السرية وتدعي انه فيديو مفبرك ، قمة الجهل والغباء معا .
انسانة مريضة نفسيا تلجأ الى الصحافة الصفراء ، تلك التي لايقرأ لها العقول ، بل تستهلك كوجبة سريعة للعاطفة الساذجة ، لتلمع ما لم يلمع، تغسل وجهها بدموع التماسيح وتسوق بطولاتها الوهمية، كأنها المنقد الوحيد لأمة لاتزال تبحث عن صوت صادق، وكم من مرة قتلت الميت ثم وقفت تبكي عليه في الجنازة كما يقول المثل العربي، فعلا هي مأساة بعينها حين يتحول الذئب الى واعظ والسارق الى محام عن الشرف، لكن الحقيقة لاتموت وان طال الزيف ، فالتاريخ لايرحم، والصورة المعلبة لاتصمد طويلا ، حين لا يسقط قناع الكذب في اول مطر .