بقلم : ذ. أبو بدر العرايشي
في تواصل مستمر ..شاطئ رأس الرمل بالعرائش يفشل في الحصول على اللواء الأزرق الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة .
ويرجع هذا الفشل، حسب ما كشفته مصادر مغرب العالم، إلى عدم توفر شاطئ رأس الرمل على المعايير الدولية الخاصة بجودة مياه السباحة ونظافة الرمال واحترام البيئة وافتقار إلى مقومات التأهيل المعروفة والمعمول بها وطنيا.
من المسؤول عن هذا الفشل؟
– المسؤول الأول الجماعةالحضرية، باعتبارها المسؤولة عن الإدارة الكاملة للشاطئ التي تقع في نطاقها جغرافي، والمكلفة بعمليات الصيانة والنظافة و تزويد الشاطئ بحاويات لجمع النفايات، والوقاية والمعدات والأمن والتكوين والتحسيس وإمكانية الولوج والتنشيط والترفيه البيئي والرياضي بشراكة مع الجمعيات المحلية وتعزيز الإنارة العمومية وبناء وإصلاح الممرات المؤدية للشاطئ و بالأخص الولوجيات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمراقبة العامة من طرف الشرطة الإدارية.
لم تتفاجئ ساكنة مدينة العرائش من عدم حصول شاطئ رأس الرمل على اللواء الأزرق، بالنظر لحجم الفوضى التي يشهدها هذا الشاطئ، من الاحتلال بنصب المظلات الشمسية و الكراسي مع طاولات وحجز مساحات لكرائها للمصطافين، وغياب النظافة المستمرة. وعدم تطبيق شروط وضوابط محددة لاستغلال الشاطئ في مساحات المخصصة للاستعمالات العمومية والاستحمام، واحتلال ملك العمومي حدث بلا حرج.
رغم المؤهلات الطبيعية الجميلة التي يتوفر عليها شاطئ رأس الرمل، عبر منظر بانوراميا لمدينة العرائش ووادي لوكوس الملتوي كالتنين، وبمحيطه غابة الصنوبر، هي عناصر تكمل جمالية وسحر شاطئ العرائش.
لكنه يفتقد لمقومات التأهيل رغم الدعم الممنوح من قبل مديرية الجماعات الترابية والقطاعات الوزارية المعنية، حيث يتلقى مسؤولو الجماعات الترابية التكوين على إدارة الشواطئ، كما توضع رهن إشارتهم أدوات للإدارة البيئية والتحسيس لتمكينهم من استقبال المصطافين في أفضل الظروف، في إطار برنامج الوطني للشواطئ النظيفة التابع للمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
– المسؤول الثاني السلطة العمومية باعتبارها الوصية و الضامن لحماية الشاطئ من الاحتلال للملك البحري و حماية البيئة والمواطنين و محاربة الاجرام، عبر حملات ميدانية لتحرير ملك العمومي البحري و مراقبة الجودة والأسعار والنقل الحضري الذي نخجل تطرق فيه (غير صالح وتنعدم فيه أبسط شروط الراحة والسلامة و الأمان ) و ضبط الأمن بالشاطئ، و إيقاف لصوص و ناهبي الرمال ، مدعومة بعناصر الحرس الترابي والأمن الوطني وأعوان السلطة وعمال الإنعاش الوطني.
بالإضافة الى تأهيل مدخل الشاطئ و إزاحة الرمال بجنبات الطريق مع التشوير.
– المسؤول الثالث المواطنين والجمعيات المدنية، باعتباره عنصرا مسؤولا وفعالا في تأطير و تحسيس بالبيئة البحرية، ومطالبة بتعزيز آليات الحفاظ على البيئة وقيام بحملات التنظيف وإزالة المخلفات البحرية، وتعميم الإجراءات التوعوية والورشات التربوية التي تهدف إلى إشراك المصطافين في مجال حماية البيئة البحرية والساحلية.
لمحافظة على نظافة الشاطئ يعني نظافة المأكولات البحرية التي نتناولها.
و قد تبين أن هناك عددا من المصطافين، الذين لا يأبهون يجمالية الشواطئ، وخطورة تلوثها، بل يرمون نفاياتهم والأكياس البلاستيكية، ويعبثون فالشاطئ دون مراعاة رونق و جمالية الطبيعة.
ولا يلتزمون بالإجراءات القانونية والوقائية ولا يبالون بقرارات و نصائح حراس السباحة و مسؤولين عن الشاطئ.
وهو المسؤول عن ظاهرة التعدي على البيئة البحرية، التي اصبحت في تزايد مستمر، وسط غياب تام للمراقبة المخالفين، وتحذيرهم ومعاقبتهم بشكل فوري، مما أدى ذلك إلى تجاوز البعض، واستمرارهم بارتكاب المخالفات البيئية والبحرية كل يوم دون حسيب أو رقيب، وهو ما يستدعي العمل على ردعهم وتنبيههم.
دور المجتمع المدني مهم جدا في الحفاظ على نظافة الشاطئ كشريك أساسي ومساهم فعال في البرامج التوعوية والتحسيسية والتطوعية من خلال الأوراش التنموية والتربوي.
أهمية الشاطئ
السياحة الشاطئية لها دوراً مهما في تنشيط القطاع السياحي و الاقتصادي والاجتماعي، حيت تشير دراسات، أن 51 في المئة من السياح المغاربة يفضلون السياحة الشاطئية، وقد صرح الناطق الرسمي للحكومة المغربية مصطفى بايتاس أن توقعات ستصل نسبة ملء الوجهات الشاطئية المغربية خلال فصل الصيف الحالي إلى 80 في المئة على الأقل(اخر استطلاع).