بقلم: ذ. حسن شاكر/إيطاليا
لا نفهم سبب غياب أو تغييب جاليات مغربية تقدر بأكثر من 6 ملايين مهاجر..عن ملف يهم تفاصيل دقيقة في حياة نسائها ورجالها وأطفالها ونعني به ملف مدونة الأسرة…
ففي الوقت الذي شهد فيه نقاش المشاركة السياسية زخما قويا وتدافعا شرسا وصل الى حد التراشق و”التكوليس” والتجييش من طرف فئات تخندقت في فئة الديمقراطيين والحداثيين و…و…
واعلنوا عن رغبة جامحة وحددوا ملامح غنيمة سياسية.. في منصب ريعي بالرباط…
فإن النقاش حول مدونة الأسرة لم يغري العديد من صيادي المنصب البرلماني، رغم ان اعادة ترتيب حقوق الاسرة المهاجرة يدخل في اطار المواطنة الكاملة هنا وهناك… وقد نلتمس لبعضهم العذر لعدم اهليتهم في نقاش فقهي / سوسيولوجي صرف، أضف أن فاقد الشيء لا يعطيه…!
بالمقابل ينتفي هذا العذر عند العديد من ممثلي الجمعيات والمراكز الاسلامية حيث يُفترض فيهم عنصر العلم والمعرفة بالفقه والدين..
وهو ما يعيد للواجهة طرح نقاش ملف الشأن الديني بالمهجر.. خاصة وأن الدولة المغربية تخصص له ميزانيات مالية سنوية ضخمة… والسؤال هذه المرة حول “الكفاءات الدينية ” و كيف تسلل أصحاب الشكارة لتسيير بعض الجمعيات والمراكز والمساجد…؟
نحن لا نعلم بالضبط ما جاءت به اللجنة المكلفة بتعديل المدونة… ولا نعرف هل لامست مواضيع تهم الجاليات المغربية من قبيل الكفالة والتبني والمركز القانوني لاطفال الطلاق بالمهجر…وتحديد مبالغ النفقة والحضانة.. والأمهات العازبات غيرها ذلك.. إذ لوحظ ان النقاش كاد يُختزل في ملفات تعدد الزوجات والإرث…
وهو نقاش قد لا يعني في أغلبه الجاليات المغربية في شيء مادام أن تعدد الزواجات ممنوع قانونا في دول الإستقبال بأوروبا..
لقد أخطأ مسؤولي الشأن الديني بأوروبا موعدهم مع التاريخ، إذ لم نشهد تنظيم موائد مستديرة أو ندوات أو مؤتمرات واقعية او على شبكات التواصل الإجتماعي.. ولم نسمع عن توقيع عرائض أو مطالب ورفعها إلى اللجنة بالرباط…
فربما لأن اهتمامات بعض مسيري المساجد بأوروبا انصرفت الى تنظيم رحلات العمرة والحج وما تدر عليهم من أرباح خيالية.. أو لأن بعض المسيريين غارقون في وحل الصراعات حول الزعامة، والانقسام بين فريق يصوم رمضان الأبرك مع السعودية وآخر ينحر أضحية العيد مع الرباط.. أو تكريس برامج كلاسيكية كتنظيم مسابقات تجويد القرآن أو صرف اموال طائلة على ندوة حول “المالية في الإسلام” ..
هذا في الوقت الذي كان يجب ترك الصراعات والانقسام جانبا والعمل مع العديد من أفراد معروفين بقوتهم في الشأن الديني الوسطي المعتدل وبدفاعهم عن تقاليد الأسرة المغربية الأصيلة قي بلدان المهجر..
فشئنا أو أبينا فمطالب أسر الجاليات تختلف عنها بالمغرب.. وشئنا أو أبينا فإن تغييب أو غياب الجاليات عن النقاش فيه شيء من الوصاية على أبناء جاليات رفعت العلم المغربي في مونديال قطر ومساهمات قوية في الدفاع عن المقدسات الوطنية وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية وتحويلات غير مسبوقة والمساهمة في التنمية…
لذلك فقد أخطأ مسؤولي مؤسسات قطاع الهجرة بوزارة الخارجية والأوقاف ومؤسسة الحسن الثاني ومختلف السفارات والقنصليات والمجلس العلمي لمغاربة أوروبا ببروكسيل… لحظة تاريخية مهمة بعدم برمجة وإشراك الجاليات المغربية خلال شهر رمضان الكريم لسنة 2024 في نقاش المدونة… إذ كان من المفروض تخصيص دروس الوعض الرمضان بالمهجر.. .بإرسال فقهاء ورجال قانون يناقشون مع الجالية التعديلات والتوصيات ويستمعون إلى نبضهم… في حين تم تكريس نفس النمطية في البعثة الرمضانية وهذا ما سنعود لتفصيله بالأرقام و الفصول قريبا… وكأن أسر الجاليات لا يهمهما التعديل الجاري أو لن يطبق عليها…!
ولأن الجاليات المغربية تثق وبقوة في أمير المؤمنين الملك محمد السادس.. فإنها مطمئنة لوضعه سقفا لا يمكن تجاوزه وانه لن يحل حراما ولن يحرم حلالا… وانه سيكون صوتها ومحاميها في ملف مدونة الأسرة…