لا يختلف إثنان أن أغلب المشاريع التي أنجزتها جماعة طنجة في السنوات الأخيرة خصوصا التي أشرف على متابعتها العمدة الليموري بصفة شخصية لم تصمد طويلا إما بسب عوامل طبيعية أو لاعتبارات ذاتية.
فقد دق فاعلون جمعويون بطنجة خلال الآونة الأخيرة ناقوس الخطر إزاء تضرر مجموعة المشاريع والمنشآت بالمدينة مطالبين بضرورة إلزام الشركات المعنية بهذه الأشغال بالتقيد بالجودة من أجل تفادي هدر المال العام، ومحملين المسؤولية أيضا لمكاتب الدراسات والمهندسين المكلفين بتتبع مثل هذه الأشغال وفق تعبيرهم. وهو ما يطرح السؤال حول طريقة الولوج إلى الصفقات العمومية والمساواة بين المتنافسين والشفافية عند اختيار “شركة المناسبة” وكذا الانفتاح على المنافسة الخارجية في إطار تنويع الشركات، خصوصا مع ظهور تشققات بمنتزه بحيرة الرهراه الذي بلغت كلفة انجازه أزيد من 940 مليون سنتيم، والحديث عن وجود شبهة الغش التي أصبح تطارد شركة “somecotrad” باعتبارها المسؤولة عنه.
فالصور الملتقطة من عين المكان تضهر بشكل صارخ حجم التشققات المرتبطة بوجود اختلالات بالجملة منها ما يتعلق بالمواد المستعملة في الأشغال أو ما يرتبط بعملية الانجاز بشكل عام خصوصا أن مثل هذه الأشغال يجب التعامل معها بالصرامة وبالضمير المهني، ولا يمكن التعامل معها بمنطق البحث عن الربح المادي مقالبل التسبب في مأسي البشر. وهو ما يلزم رئيس الجماعة والمصالح التابعة له على ضرورة التشديد واعادة النظر في كيفية منح مثل هذه المشاريع وكيفية تتبع أشغالها.
وذكرت مصادر مطلعة أن مسؤولية شركة التي تكلفت بإنجاز المنتزه ثابتة خصوصا مع ضعف المكلفة ضعف المراقبة من طرف مصالح جماعة طنجة.
وقد سبق لمنير ليموري أن زار المنتزه عدة مرات للوقوف على ضروف سيريان أشغال انجاز هذا المشروع، وهو ما يستدعي فتح تحقيق في هذا المشروع رغم خضوعه لدراسة جد مكلفة وميزانية ضخمة.
للإشارة فالشركة التي عهد لها انجاز مشروع منتزه الرهراه سبق لها أن فازت بصفقة متعلقة بصيانة المناطق الخظراء بما يقدر ب 8 ملايير سنتيم سنويا.
جدير بالذكر جماعة طنجة خصصت مشروع أشغال التهئية المنظرية وتأهيل البحيرة المذكورة، الكائنة بحي الغولف على طريق الرهراه، غلافا ماليا بقيمة 9,4 ملايين درهم، ويمتد الفضاء على مساحة 4,5 هكتارات بما يشمل البحيرة. وشمل المشروع عمليات تهيئ المنطقة الخضراء، وفضاء الألعاب الخاص بالأطفال بالإضافة إلى أشغال التأثيث الحضري وتهيئة الممرات، إلى جانب تهيئ نافورة داخلة البحيرة.
المستقل