تنعقد الدورة الخامسة عشرة لمنتدى “ميدايز” MEDays الدولي في الفترة من 15 إلى 18 من شهر نونبر بمدينة طنجة، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح بلاغ صحافي لمعهد أماديوس، المنظم لهذا المنتدى الدولي، أنه بالنظر إلى عدد من القضايا الراهنة، يكتسي موضوع الدورة “الأزمات المركّبة، عالم متعدد” أهمية خاصة، حيث سيكون محور حوالي 50 جلسة نقاش ستجرى على مدى أربعة أيام.
ويعتبر منتدى ميدايز إحدى التظاهرات الجيو-استراتيجية العالمية والبارزة بإفريقيا والعالم العربي، حيث سيجمع مرة أخرى أكثر من 250 متحدثا رفيع المستوى، بما في ذلك صناع القرار السياسي ورجال الاقتصاد، لعرض تحليلاتهم وأرائهم حول قضايا راهنة أمام أكثر من 5000 مشارك من حوالي 100 بلد.
وسيخصص اليوم الأول من ميدايز، هذه السنة أيضا، إلى “قمة ميدايز للاستثمار”، والتي تعتبر فضاء متميزا بين عوالم السياسة والاقتصاد.
وأبرز البلاغ أن المنتدى سيشكل مناسبة من أجل مناقشة مواضيع من قبيل التكامل الاقتصادي والبنيات التحتية والصناعات والتعليم والتربية والتنمية المستدامة والطاقة، لاسيما وأنه ينعقد عشية قمة “كوب 28”.
كما سيسائل المشاركون في الأيام الثلاثة الأخرى قضايا على صلة بالنظام العالمي الجديد ، الذي ترسم ملامحه بصعود مراكز قوى متعدد، من قبيل الصين وروسيا والهند، والتي صارت تنازع هيمنة الولايات المتحدة والغرب عامة .
في الوقت نفسه، اكتسب فاعلون غير حكوميين، من قبيل الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية والتنظيمات الدولية، أهمية كبيرة، ما زاد من تعقيد مهمة وضع نظام حكامة دولي فعال وشامل.
وأشار معهد أماديوس الى أن الأزمات الراهنة ستكون أيضا في صلب المناقشات بين المتدخلين في المنتدى، مضيفا أنه سيتم التطرق إلى قضايا حاسمة من قبيل النزعات الانفصالية وانعدام الاستقرار السياسي والاستقطاب والتعددية، حيث سيحاول المنتدى تسليط إضاءات و إجابات حول هذه القضايا التي توجد في قلب الانشغالات.
ومن خلال الجمع بين الاقتصاد والسياسة والرياضة، سيتم تخصيص جلستين للتنظيم الثلاثي لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال وتداخلاته المتعددة.
وستركز زوايا التفكير والتبادل الأساسية لبرنامج المنتدى ،بشكل خاص ، على التكامل الإقليمي والقاري، ومكانة المغرب كبوابة للقارة، والرهانات التي تواجه الاتحاد الإفريقي، وقضية الأمن، ومسألة الاستقرار، وأيضا التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للنزاعات الحالية على القارة الإفريقية.
وافت معهد أماديوس إلى أن العديد من رؤساء الدول والحكومات سيشاركون في هذا الحدث، من بينهم على الخصوص رئيس اتحاد جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، غزالي عثماني، ورئيس جمهورية ساوطومي وبرانسيبي، كارلوس فيلا نوفا، ورئيس وزراء دومينيكا، رئيس مجموعة الكاريبي، روزفلت سكيريت.
وأوضح المصدر نفسه أن “مشاركة رئيس ساوطومي وبرانسيبي ورئيس وزراء دومينيكا تندرج في إطار دينامية تعزيز التعاون عبر الأطلسي، تنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
من بين الشخصيات السياسية الرئيسية الحاضرة في ميدايز 2023، هناك أربعة وزراء خارجية، ويتعلق الأمر، حسب البلاغ، ببيتر سيارتو (هنغاريا)، ومحمد صالح نظيف خاطر (جمهورية تشاد)، وإسماعيلا ماديور فال (السنغال)، ومامادو تانغارا (غامبيا)، بالإضافة إلى المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضية الشرق الأوسط، تشاي جون، إلى جانب نحو خمسين وزيرا حاليا وسابقا من كافة القطاعات.
ويعد منتدى ميدايز بمثابة منصة حقيقية للقاء والحوار بين الشمال والجنوب، وبشكل أكثر تحديدا لمناطق المغرب الكبير والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط مع انفتاح متزايد على أمريكا اللاتينية وآسيا، وهو منتدى دولي أحدث سنة 2008، ويشارك فيه سنويا أكثر من 250 شخصية دولية وخبيرا في الجيواستراتيجية والسياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية.
وسيحاول المنتدى، الذي يعتبر من بين أهم المؤتمرات غير الحكومية المنعقدة في المغرب والمفتوحة للعموم لاسيما الشباب، أن يسلط الضوء مرة أخرى في عام 2023، من خلال المواضيع متعددة الأبعاد التي سيتناولها، على الحاجة إلى تعزيز سيادة واستقلال وريادة دول الجنوب والقارة الإفريقية على وجه الخصوص.