قدم المخرج المغربي الشاب، كمال الأزرق، عمله السينمائي الطويل الأول “عصابات”، وذلك في إطار المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي تنظم إلى غاية 2 دجنبر المقبل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويحكي “عصابات” الذي حظي بدعم برنامج “ورشات الأطلس” لتطوير المواهب للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قصة عصام (عبد اللطيف المستوري) وابنه حسن (أيوب العبد)، اللذين دأبا على كسب قوتهما اليومي في إحدى الضواحي الشعبية للدار البيضاء، عبر أعمال إجرامية صغيرة لصالح رئيس إحدى العصابات. وفي إحدى الليالي، يموت في سيارتهما عن طريق الخطأ رجل كانا يقصدان خطفه، ليجدا نفسيهما أمام جثة يجب التخلص منها ومن هنا تبدأ مغامرتهما الليلية الطويلة في أسوأ أحياء المدينة.
وقال الأزرق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب عرض الفيلم، إنه “لشرف كبير أن يشارك فيلمي الأول في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، سيما وأنه استفاد من دعم برنامج ورشات الأطلس التابع للمهرجان قبل ثلاث سنوات”، معربا عن أمله في أن يلقى الفيلم صدى طيبا لدى الجمهور والنقاد.
وعن اختياره لشخصيتين من دون تجربة سابقة في التمثيل لأداء أدوار البطولة في الفيلم، قال الأزرق إنه يعزى إلى انتمائهما إلى طبقة اجتماعية قريبة من شخصيات الفيلم، موضحا “لقد بذلنا جهدا كبير ليستوعبا تقنيات التمثيل، وما كنا نحرص عليه هو أن يؤديا دوريهما بتلقائية ويعبرا عما يشعران به فعلا. وفي الواقع، لقد قدما أداء جيدا لم أكن أتوقعه”.
من جهة أخرى، أبرز الأزرق أن “عصابات” يروم تمرير رسائل متنوعة أبرزها عكس جانب من واقع جزء من أبناء المجتمع المغربي وسعيهم إلى كسب لقمة العيش، والتأكيد على أن الجانب الإنساني يظل حاضرا دائما حتى في مظاهر العنف، وكذا العلاقة القوية التي تجمع الأب بالابن.
من جهته، أعرب بطل الفيلم عبد اللطيف المستوري، في تصريح مماثل، عن سعادته بخوض تجربة التمثيل لأول مرة في حياته، واصفا هذه المشاركة ب”الفرصة الرائعة”، فيما أكد زميله أيوب العبد أن الأمر يتعلق ب”تجربة استفدنا منها كثيرا، ويمكن أن نقدم المزيد في أعمال لاحقة”.
وكان فيلم “عصابات” قد فاز، على الخصوص، بجائزة لجنة التحكيم ضمن فئة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي 2023، وبالجائزة الكبرى للدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل (نونبر 2023).
وإلى جانب فيلم “عصابات”، يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لهذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير الذي حظي بدوره بدعم برنامج ورشات الأطلس الذي تنظمه مؤسسة المهرجان، لتكون هذه الدورة الثالثة من نوعها التي تشهد مشاركة فيلمين مغربيين اثنين في قسم المسابقة الرسمية للمهرجان.
وإلى جانب فيلمي “عصابات” و”كذب أبيض”، وتتبارى على النجمة الذهبية لدورة هذه السنة، أفلام “باي باي طبريا” للينا سوالم، 12 فيلما أخرى، وهي “بانيل وأداما” لراماتا – تولاي سي (فرنسا، السنغال، مالي)، و”مدينة الرياح” لخاكفادولام بوريف-أوشير (فرنسا، منغوليا، البرتغال، هولندا، ألمانيا، قطر)، و”ديسكو إفريقيا” للوك رازاناجاونا (فرنسا، مدغشقر، موريشيوس، ألمانيا، جنوب إفريقيا)، و”المهجع” لنهير تونا (تركيا، ألمانيا، فرنسا)، و”نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، فرنسا، النرويج، قطر).
كما تتنافس على جوائز هذه الدورة و”عالمنا” للوانا باجرامي (كوسوفو، فرنسا)، و”الابن الآخر” لخوان سيباستيان كويبرادا (كولومبيا، فرنسا، الأرجنتين)، و”سجن في جبال الأنديز” لفيليبي كارمونا (تشيلي، البرازيل)، و”الهدير الصامت” لجوني بارينكتون (المملكة المتحدة)، و”الحصيلة” لكارولينا ماركوفيتش (البرازيل، البرتغال)، و”يوم الثلاثاء” لداينا أو. بوسيتش (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة).
وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، تشهد هذه الدورة من المهرجان التي تتواصل إلى غاية 2 دجنبر المقبل، تقديم أفلام في إطار أقسامه الأخرى، وهي “العروض الاحتفالية” و”العروض الخاصة”، و”القارة الحادية عشرة”، و”بانوراما السينما المغربية”، و”سينما الجمهور الناشئ”، علاوة على لقاءات مع شخصيات سينمائية عالمية.