حالة من الفوضى وجد فيها نفسه النعم ميارة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عندما كان يحاول تأطير مؤتمر انتدابي في إقليم مراكش، مستقدما معيته، عبد اللطيف أبدوح الذي يعاني من تراجع حاد في شعبيته داخل الحزب بسبب قضاياه في المحاكم.
ميارة حل بمقر الحزب في مراكش، الأحد، حيث كان من المفروض أن يبدأ أعضاؤه باختيار المنتدبين للمؤتمر المقرر نهاية هذا الشهر. إلا أن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها أفضت إلى إيقاف أشغال هذا الاجتماع الانتدابي.
كان واضحا من البداية أن هذا الاجتماع لم يكن سيكتب له أن ينعقد في ظروف طبيعية. فميارة بمجرد وصوله إلى مقر الحزب، صعد إلى منصة مسؤولي الحزب المكلفين بالتأطير بمعية أبدوح. هذه الشخصية المثيرة للجدل في الحزب، كما في مراكش، كانت موضوع اتفاق مسبق على صعيد جهة مراكش يهدف إلى إبعاده عن المشاركة في تأطير الاجتماعات الانتدابية للمؤتمر. إلا أن ميارة ضرب ذلك عرض الحائط في اجتماعات سابقة في أقاليم أخرى بالجهة، وحاول أخيرا فرض أبدوح على اجتماع إقليم مراكش.
كما بينت لقطات الفيديو المنتشرة للاجتماع، فقد تسبب ذلك في فوضى عارمة، وتوقف اللقاء.
في مسعى منه إلى استكمال اللقاء رغم ما حدث، نقل ميارة هذا الاجتماع إلى مقر الاتحاد العام للشغالين، أي إلى مقر النقابة التي يرأسها. ويقع هذا المقر قبالة مقر الحزب. بسرعة، انتقلت الفوضى من مقر الحزب إلى مقر النقابة. ساهمت أخطاء إضافية في تصعيد الموقف أكثر. فاجتماع اختيار المندوبين للمؤتمر، وفق قوانين الحزب، يشارك فيه من جانب النقابة التابعة له، مكتبها الإقليمي فقط بصفته هذه.. إلا أن ميارة وافق على أن تشارك فروع نقابته جميعا في إقليم مراكش في هذا الاجتماع. سيؤدي ذلك إلى نشوب صدامات بين الأعضاء الحاضرين.
في نهاية المطاف، لم يعقد الاجتماع، لا في مقر الحزب ولا في مقر نقابته. غادر ميارة ملاحقا بشعار « ارحل »، كما كان الحال عندما بدأت الفوضى في مقر الحزب فالنقابة. شكلت هذه المشاهد نكسة لهذا الرجل الساعي إلى تثبيت قدميه في قيادة الحزب بعد مشاركته لسنتين على الأقل، في أزمة الأجنحة التي سادت، ونالت من مقدرات الحزب.
يعاني حزب الاستقلال من مشاكل عدة في صفوفه مع قرب موعد مؤتمره. وهذا ليس أول اجتماع داخلي لانتخاب مؤتمرين تحدث فيه فوضى وصدامات، قد تكون مؤشرا على ما يمكن توقع حدوثه في المؤتمر.
اليوم 24