
مغرب العالم /بروكسل
الصحافية : فاطمةالزهراء اروهالن
أيُّ عارٍ هذا الذي لَطَّخَ وجه الدبلوماسية المغربية ببروكسل؟
وأيُّ مهزلةٍ هذه التي تُنظَّم باسم ذكرى خالدة أطلق شرارتها الملك الراحل الحسن الثاني طيّب الله ثراه، لتتحول إلى حفلٍ باهت، باردٍ، فقيرٍ في كل معاني الوطنية والاحترام.
ما حدث ليس مجرد خطأ تنظيمي عابر، بل إهانةٌ صريحة لذاكرة وطنٍ، ولرمزٍ من أعظم رموزه.
أين كانت عيونُ المسؤولين في السفارة المغربية؟
أين كان حسُّهم الوطني؟ أين غيرتهم على صورة المغرب وعلى المناسبة التي وحّدت الشعب خلف ملكه؟
حفلٌ قيل عنه إنه احتفال بذكرى المسيرة الخضراء، فإذا به يتحول إلى تجمع عبثي بلا روح، بلا رسالة، وبلا ذرةٍ من الاحترام لرمزية الحدث.
حتى الضيوف الذين شرفوا المكان بحضورهم ، لم يجدوا من يُكرمهم أو يقدّر حضورهم.
لا استقبال يليق، ولا تنظيم يحترم، ولا حتى كرم الضيافة الذي عُرف به المغاربة عبر العصور.
هل بهذه الصورة نُمثل وطننا في الخارج؟
هل بهذا الشكل نُكرم ذكرى خالدة رسم ملامحها ملك عظيم، وجعل منها رمزًا للوحدة والولاء؟
إن ما جرى فضيحة دبلوماسية وثقافية بكل المقاييس، لا يمكن تبريره أو التغاضي عنه.
فالمسيرة الخضراء ليست سلعةً تُستغلّ ولا مناسبةً تُفرّغ من مضمونها الوطني.
هي ملحمة مقدسة، واسمها وحده كفيل بأن يفرض الوقار والانضباط.
نقولها بصوتٍ عالٍ لا يعرف المجاملة، كفى عبثًا باسم الوطنية،
كفى استهتارًا باسم المغرب،
وكفى تسويفًا تحت شعاراتٍ جوفاء لا تمتّ للوطن بصلة.
إنّ ما حدث في بروكسل يقتضي محاسبة واضحة وصريحة لكل من ساهم في تشويه صورة الوطن أمام الجالية، ولكل من سمح أن تتحول مناسبة وطنية مقدسة إلى مشهدٍ مخجلٍ يُروى بالأسف لا بالفخر.
رحم الله الحسن الثاني، الرجل الذي صنع المسيرة بروح العزة والكرامة، وشتّان بين من صنع المجد… ومن أضاعه في حفلات فاشلة وارتجالٍ مقيت.

