بقلم : ذ.السعيد ابن سعيد /إيطاليا
في البعد الكروي الأبعد وأبعد نقطة ممكنة/
إذا لم نخلص بأي مكسب من مكاسب (كان) 2024 سوى بمكسب محبة الشعب الإيفواري، فحسبنا به نصرا غانما وعودا سالما في عالم الكرة السياسية..وهي كرة أعظم تأثيرا في تدبير العلاقات الدولية وفي تدبير متانة عرى الصداقات والأخُوّات وحتّى في تدبير العداوات سواء الطارئة منها والمزمنة بين الدول والشعوب في الأفق المنظور أو على مستوى استراتيجي أوغل بعدا..
الخبر السيئ أن أولاد وليد الركراكي خرجوا – رغم استماتتهم وتفانيهم- من التظاهرة الرياضية الجميلة بما يشبه خفي حنين، في حالة قياس الخروج من منظور المأمول والمتوقع، ومنظور حجم الخيبة والحسرات..
وحقا كنا كشعب مغربي نتمنى أن يصل هذا المنتخب الطيب الذي يشبهنا في كلّ شيء، أن يصل إلى أبعد نقطة تأهّل ممكنة لتصل المتعة الجماهيريّةُ إلى أعلى ذُرَاها، لكنْ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، بغضّ النظر عن أسباب الإقصاء التي يَروج في حزمتها شائعةُ بعض الشبهات المكولسة والتي برّأت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أمام مرأى العالم ومسمعهم قميصَ فوزي لقجع والدمَ الكذِبَ الذي اعتاد المغرضون أن يلطّخوه به ..
الخبر الجيد بل لربما الأجود والأبقى- وقد يكون بلسما ومرهما للخبر الحزين وجابرا له وربما يَقلِبه فرحا-، هو أنّه إلى جانب الصداقة المتميزة، ازداد في لائحة أشقّاء الوطن، وأشقاء المملكة المغربية عضوٌ جديد، لا نعني بالطبع سوى جمهورية ساحل العاج الصديقة الشقيقة..
وكما ازداد في لائحة ذوي القربى السالفة الذكر من ازداد، ثمّةَ خطرٌ داهم واحتمال قائم أن ينقص منها – وهذا يقينا ما لا يرجوه أحد- أن ينقص منها من ينقص، من جرّاء الحركات المريبة لنفس تلك الكرة المجنونة الحمقاء ومن جرّاء الضرب المستمر المنتظم تحت الحزام بسبب تافه أو بدون سبب، بحيث قد تكبر الشقةُ ويكبر البونُ وتتّسع الشقوة وتعظم الفجوة بيننا وبين بلدان وشعوبٍ كنا نحسبها شقيقة، ونأمل صادقين أن تظلَْ كذلك…
مخطئٌ بل وخاطئٌ من يلعب الكرة بنظرة محدودة قاصرة جدا، مكتفيا بشقها الكروي فقط، راضيا بأبخس ثمارها قيمةً وأسرعِ مراميها أفولاً، ألا وهي إحراز أهداف فوزٍ متوهّم في شباك خصم ماهو بخصم، ومن ثَمَّ نيلُ فرح عارض سريع الذوبان مآله الذي لا ريب فيه هو التآكل والنسيان. أما النظرة الشاسعة والمرامي الناجعة فتوجِب خيارا وحيدا لا ثاني له وهو خيار استغلال ذلكم الجهد الكروي لتعبيد طُرُقٍ سيّارة وقنوات من التعارف والتعاون والتآزر والتواد بين الشعوب وكسب القلوب، وتبادل المصالح والمنافع ضمن مقاربة شاملة عادلة قواماها رابح – رابح وَ نافع- نافع.. وفقط عندئذ، يترسّخ الظفرُ المكين، ويتحقق النصر المبين..
(أتجمعنا يد الله
وتفرّقنا يد( الكانِ)
أو يد الفيفا)
أو كما قال الشاعر..
ألا لا كانتِ الكرةُ ولا كان أمثالها، إذا كان ثمنَها الفادحَ قطعُ الرحمِ.