بقلم مريم المنديلي
مدربة معتمدة في البرمجة اللغوية العصبية وعلوم الأعصاب
المعتقدات هي مجموعة من الأفكار التي يعممها الإنسان ويقدمها كحقيقة مطلقة. وهي تتجسد بالتكرار ولها تأثير على سلوكنا، فهي مثلما تسمح لنا بتحقيق أهدافنا، يمكن أن تعيقها، مثلما أن نصبح الإنسان الذي نأمله من غير الذي لانأمله.
أكثر من 80% من معتقداتنا نتلقاها من أبائنا، من ثقافة مجتمعنا، من الدين، من محيطنا أومن الإعلام (…)
فنحن نأتي إلى الوجود على فطرة قابلة للتلقي، مثل تلقي القيم والمعتقدات. فالدماغ البشري يسجل المعلومة بصفة أوتوماتيكية، لذلك وجب التركيز على الأفكار الإيجابية مع التأكيد على تجسيد تكرارها.
إن المعتقدات ثلاثة أنواع، منها المقيدة، الحيادية و الداعمة.
فالمعتقدات المقيدة لها عدة انعكاسات، منها انعكاساتها علينا كأشخاص، حيث تترجم كعائق أمام تطورنا لأنها تستهذف هويتنا بشكل مباشر، وعلى سبيل المثال، أنا لست قادرا، لاأملك الوسائل، أنا فقط أجنبي مهاجر(…)، كما ايضا لها انعكاسات في علاقتنا بالآخر، حيث التشكيك في كل شيئ، مثل فقدان الثقة في االناس واجتناب التعامل معهم بحجة أنهم مخادعون، كاذبون ومستغلون…الخ.
كما نجد ايضا لهذه المعتقدات المقيدة انعكاسات لنظرتنا إلى العالم، حيث نصبح متشائمين للغاية، ننظر إلي الحياة بنظرة سلبية، فنصبح عرضة أوضحية لنظرتنا المتشائمة للحياة، حيث نبدأ نؤمن و نرى بأن الحياة صعبة ومليئة بالمشاكل والعقبات.
أما عن المعتقدات الداعمة، فهي تعتبر بمثابة المحرك الذي يدفع بالإنسان نحو النجاح وتحقيق أهذافه في شتى مجالات الحياة. فيتم اعتماد الأفكارالإيجابية، كالإيمان بالطاقات والقدرات الشخصية وبأن كل شيئ ممكن عندما تكون لنا العزيمة للوصول إليه وإلى تحقيقه وكذا التشبت بالطموح لأن العقل لا حدود له والتعليم غير محدد بالعمر.
على عكس المعتقدات المقيدة ولا حتى الداعمة، فإن المعتقدات المحايدة ليس لها أي تأثير، سواء أكان إيجابيا أم سلبيا على حياتنا الشخصية، كإيماننا بالعلم وبأهمية الإعلام على سبيل المثال.
باختصار، فإن سلوك وهوية الإنسان يعكس نوعية المعتقدات التي يتحلى بها، لذا وجب التشبع بالإيجابية حيث يتحول مانراه مستحيلا اليوم، فهو قابل للتحقيق غدا.