الدكتور عبد الله بوصوف
جلالة الملك يقود ثورة هادئة بافريقيا..
نوفمبر 2016..
” في زمن غياب زعماء افريقيا الكبار كالمغفور له جلالة الملك محمد الخامس وجمال عبد الناصر ونيلسون مانديلا… في زمن أوشكت فيه افريقيا للاستسلام لقدرها المطبوع بالخضوع وتداعيات الحروب الأهلية والتقلبات المناخية والنزوح الجماعي وتفريغ القارة السمراء من سكانها نحو الشمال بعيدا عن العطش والجـوع والعنف والإرهاب….
تستقبـل افـريقيا الـيـوم، جلالـة الملك محمد السادس، كـقائـد جـديـد يحمـل آمال شعوبهــا وحُـلمـهـا بمـستقبل واعــد، ويـتـقـدمهم للــدفـاع عـن مصالحهـم…قـائــد وثقـت فيــه شعـوب افـريقيـا قـبـل قـادتهـا، وأبــان عـن انشغـالـه بهمـوم تـنميـة القــارة من خلال زيارتـه لـمُدُنـهـا ولـقُـراهـا ولأدغــالهــا….
لــذلك فخطاب الـذكرى الـواحد والاربعـون لـذكرى الـمسيرة الخضراء من مـدينـة داكـار عاصمة الـسينغـال، يـحمل فـي شـقـه الأول سـابقـة تـاريخيـة لملــوك المغـرب، وفي شـقـه الـثاني أن الخطاب انطلاقـا من الـسينغال لـيس مـدعـاة للتعـجب، بــل هـــو أمـر طبيعـي نظـرا لـمواقـف الـسينغـال الـتاريخيـة الـثابتـة فـي مسـانـدتــه لـقضايـا الـمغرب العــادلــة وفـي مقـدمتهـا قـضية الـصحراء المغربيــة… بـل حتى إن الــرئيس الـسابـق “عبـدو ضيـوف” عـلـق على خـروج المغـرب من منظمة الـوحدة الافريقيـة سنــة 1984 بانــه “لا يُمكـن تصور الـمنظمة بــدون المغرب…” وبالإضافة الى الـروابط التـاريخيـة والــروحيـة، فــإن الـسينغـال يُـعتبــر إحـدى الــدول الـديمقـراطيـة بـإفريــقيـا، الـتي تـحتـرم الـمؤسسات الدستورية وصناديــق الاقتــراع، ولـيست دولـة انـقلابــات، كمـا تـتمتـع باستقــرار سيــاسي واجتماعـي ملـحـوظ…أما الــرئيس “مـاكي صال” فـقـد اعتـبـر الحـدث، بـأن جـلالة الملك يــريــد أن يُخاطـب افـريقيـا والأفـارقـة…”