
مغرب العالم / بروكسل
الصحافي يوسف دانون
إن الإساءة لأهل الريف الأحرار، ونعث نسائهم بأبشع النعوت، ليس مجرد انزلاق لفظي عابر، بل هو طعنة نكراء في قلب الوطن، وإهانة شنيعة لكل مغربي حرّ غيور على شرف بلاده.
أهل الريف عبر التاريخ كانوا حصناً منيعاً ضد الاستعمار، قدّموا دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن سيادة المغرب ووحدته. رجال ونساء الريف لم يكونوا يوماً هامشاً، بل كانوا في صلب النضال الوطني، وحصاد بطولاتهم محفوظ في ذاكرة الأمة.
أن يخرج اليوم شخص جاهل وفاسق (أشرف زوج شيماء) ، ملوث اللسان والوجدان، ليطعن في شرف المرأة الريفية والمغربية عموماً، فذلك أمر لا يمكن السكوت عنه. فالمرأة المغربية، والريفية خصوصاً، هي رمز التضحية والعفة والكرامة، وقد صنعت من رحمها الأبطال والشرفاء.
نرفع الصوت عالياً لمخاطبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، حامي حمى الوطن والدين، بأن ينصف أهل الريف من هذه الإساءات الخبيثة، ويأمر بفتح تحقيق صارم في هذه الوقاحة المتعمدة. فالمساس بشرف نساء المغرب مساس بكرامة الشعب كله، وهو خط أحمر لا يُقبل تجاوزه.
كما نطالب رجالات الدولة والمؤسسات المسؤولة بأن تتحمّل واجبها في وضع حد لهذا النزيف الأخلاقي الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حمايةً للوحدة الوطنية وللتماسك المجتمعي.
إن الريف وأهله أكبر من أن تهزهم كلمات رخيصة، لكن الواجب الوطني يفرض علينا جميعاً أن نقطع الطريق أمام كل حاقد موتور يسعى لتأليب الفتن وضرب النسيج الوطني.
فالكرامة ليست قابلة للمساومة، وشرف الريفيين والمغاربة جميعاً سيبقى مصوناً بعون الله، ثم بغيرة الشرفاء وسداد القيادة الملكية الساميةالحكيمة.