تتعبأ مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، من أجل حماية البيئة البحرية، من خلال تنظيم أسبوع كامل من أنشطة التوعية بأهمية هذا الفضاء الحيوي بالنسبة لتنظيم المناخ وللبشرية التي تعتمد على موارده الغنية والمتنوعة.
ويعتبر أسبوع المحيط، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمحيط الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار “اكتشاف أعماق جديدة”، مبادرة وطنية كبرى مخصصة لتنمية واستكشاف ثروات المحيط عبر المغرب. وسيكون هذا الأسبوع الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع شركائها، من 3 إلى 8 يونيو الجاري، في إحدى عشرة مدينة ساحلية مغربية، من الحسيمة إلى الداخلة، فرصة لتسليط الضوء على قطاعات رئيسية مثل الاقتصاد الأزرق، والبنية التحتية المحيطية، والاقتصاد الدائري، والتراث تحت الماء، وكذا العلوم والتكنولوجيا البحرية.
وتقدم هذه المبادرة، التي تندرج في إطار الالتزام المستمر للمؤسسة بالإطار العالمي لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، برنامجا غنيا بالأنشطة للاستكشاف والتوعية بشأن المحيط، من خلال استهداف جميع الفئات، خصوصا المجتمعات التعليمية لبرنامجي المدارس الإيكولوجية والصحافيون الشباب من أجل البيئة، وهما برنامجان رئيسيان للتربية من أجل التنمية المستدامة تديرهما المؤسسة، العضو المؤسس لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030)، الذي أطلقته الأمم المتحدة، والذي تعد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء راعية له.
وأوضح بلاغ لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، العضو المؤسس لتحالف المحيطات، أن أكثر من 500 شاب سيشاركون في أنشطة تنظم في ثماني مناطق ساحلية بالمملكة، حيث ستتاح لهم فرصة زيارة مواقع بحرية مختلفة، مثل ميناء طنجة المتوسط والسفينة العلمية الشريف الإدريسي التابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بأكادير، كما سيزورون منارات بطنجة، والدار البيضاء، وآسفي، ومحطات تحلية مياه البحر بالحسيمة، وأكادير، والعيون، وكذا مزارع تربية الأحياء المائية بتطوان والداخلة.
كما سيكتشف المشاركون الاقتصاد الدائري بزيارة مواقع إعادة تدوير النفايات بطنجة، والرباط، والدار البيضاء.
وأضافت المؤسسة أن أسبوع المحيط سيقدم هذا العام فرصة للتعرف على التراث تحت الماء بالمملكة، من خلال اكتشاف معرض للرسوم التوضيحية عن حطام سفينة القيصر ويلهام في الداخلة، وموقع أثري تحت الماء قبالة سواحل آسفي، مضيفة أنها ستعلن، بالتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث في التراث تحت الماء، التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عن اكتشاف حطام سفينة تاريخية جديدة تحت الماء، بواسطة جمعية محلية شريكة قبالة سواحل مدينة الفنيدق.
وستقود مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الملتزمة بمكافحة تلوث المحيط بالنفايات البلاستيكية، هذا الصيف، النسخة الخامسة من عملية “بحر بلا بلاستيك”، والتي تم الاعتراف بأهميتها وجودتها وتكريمها على مستوى العالم، حيث سيتم تنظيم معرض حول تثمين النفايات البلاستيكية تحت شعار “كلشي إلا نلوحو فالبحر”، يومي 7 و 8 يونيو الجاري بالمركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في البيئة.
وسيقدم المعرض الذي سيخصص لمجتمع برامج التربية من أجل التنمية المستدامة التابع للمؤسسة في اليوم الأول، والذي سيفتح للجمهور العام في اليوم الثاني، مجموعة متنوعة من أجنحة التوعية.
وفضلا عن ذلك، ستعرف مبادرة “رسالة في زجاجة”، المستوحاة من الأدب البحري، عن طريق وضع رسائل لحماية المحيط داخل قنينات زجاجية مشاركة تلاميذ المدارس الايكولوجية والصحافيون الشباب من أجل البيئة من مختلف المناطق. كما سيلتزمون خلال هذه المناسبة بتنفيذ عمل خلال حملة #بحر بلا بلاستيك القادمة، حيث سيتم فرز وإعادة تدوير أطنان من النفايات البلاستيكية طوال فترة الصيف.
وخلصت المؤسسة إلى أن أسبوع المحيط، الذي تم اعتماده من قبل عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030)، كنشاط من أنشطة العقد، لم يتحقق إلا بدعم من شركائها، و الفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص، و الإدارات العمومية و جمعيات المجتمع المدني، الذين ستتم تعبئتهم من الشمال إلى الجنوب خدمة لِمِلك مشترك ألا وهو المحيط.