
مغرب العالم/ الرباط
تحولت محطات الاستراحة ومحطات الأداء على الطرق السيارة في المغرب إلى فضاءات تشهد ظواهر اجتماعية مقلقة، أبرزها تفشي التسول المنظم وابتزاز مستعملي السيارات من طرف بعض المهاجرين غير النظاميين، في مشاهد أصبحت متكررة ومزعجة للمواطنين والمقيمين والسياح على حد سواء.
هذه الظواهر، التي تنامت في غياب إجراءات ردعية فعالة، تهدد سلامة وطمأنينة المسافرين، وتدق ناقوس الخطر بشأن ضرورة إعادة الاعتبار لأمن هذه الفضاءات الحيوية المرتبطة بالتنقل والتنمية
تسول “مُنظم” في محطات الاستراحة
أصبحت محطات الاستراحة، التي يفترض أن تكون مجالاً للراحة واستعادة النشاط أثناء السفر، مسرحًا لتواجد مكثف لأشخاص يمارسون التسول بشكل منظم وأحيانًا عدواني، بينهم نساء وأطفال ورجال، يعترضون الزبائن بطريقة مستفزة وملحّة، تصل في بعض الحالات إلى حدود التحرش والمضايقة داخل محطات الاستراحة
ورغم أن القانون المغربي يُجرّم التسول في الفضاءات العامة، فإن غياب الحضور الأمني المنتظم، وغياب دور واضح لإدارة الطرق السيارة في تنظيم هذه المحطات، جعل من الظاهرة مشهداً يومياً يثير استياء الزبائن ويُسيء لصورة المملكة.
ابتزاز خطير في محطات الأداء
في محطات الأداء، يواجه المسافرون، خاصة سائقو الشاحنات والمركبات الكبرى، نوعاً آخر من المضايقة، يتمثل في ابتزاز من طرف بعض المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون التسلل داخل العربات باتجاه مدن الشمال أو الحدود.
في حال اعتراضهم، لا يتردد بعضهم في تهديد السائقين أو تخريب المركبات، بل وتسجيل حالات ابتزاز مباشر للحصول على المال، في ظل غياب رقابة صارمة أو وسائل ردع فعالة.

انعاكاسات خطيرة على الأمن والاقتصاد
تزايد الإحساس بعدم الأمان في الطرق السيارة
الإضرار بثقة المسافرين والمؤسسات في هذه الفضاءات
تشويه صورة المغرب لدى السياح والمستثمرين
تزايد مؤشرات الانفلات الاجتماعي في مناطق يفترض أن تكون مؤطرة ومحمية
مقترحات عاجلة للحل
- تعزيز التغطية الأمنية بمحطات الأداء والاستراحة عبر دوريات ثابتة ومتنقلة.
- تفعيل كاميرات المراقبة الذكية وربطها بمراكز التحكم الأمني.
- محاربة التسول المنظم عبر تدخلات اجتماعية موجهة، تراعي الجانب الإنساني وتتصدى للاستغلال.
- تشديد العقوبات على كل من يبتز أو يهدد مستعملي الطريق.
- الرفع من جودة وخدمات محطات الاستراحة بشكل يجعلها فضاءات منظمة وآمنة.
خلاصة
إذا كان المغرب يسير بخطى حثيثة نحو تنمية البنية التحتية وتحسين جاذبية الاستثمار والسياحة، فإن أمن الطرق السيارة يظل عنصراً أساسياً لضمان ذلك. وظاهرتا التسول المنظم والابتزاز من طرف “الحراگة” ليستا مجرد ممارسات فردية، بل مؤشرات على خلل يجب تصحيحه عاجلاً من خلال رؤية شمولية تُعيد الأمن والكرامة لمستعملي الطريق.